حكايا واحة57 : قصة طلال بقلم جيجي حافظ

أمضى فى طريقك ولاتتوقف مهما واجهت من عراقيل حاول تعديل اتجاهاتك واستمر، مادام الله يسمع مناجاتك…..
واتبع النور ….ولو كان من ثقب صغير….
قصة طلال
الطفل المشاغب عمره 12 سنه من أسرة ذو مستوى علمى عالى …والدته من اول وهلة تدرك انها انسانة راقيه ومحترمة وأسلوبها مهذب فى الحوار…..
طلال عنده سرطان فى الدم ،علشان يدخل المستشفى آخد وقت طويل على قائمة الانتظار مما اضطرهم للذهاب الي مستسغى حكومى .وعانت الام والطفل كثيرا لأن طلال كانت حالته بتتدهور وكان لازم يتواجد داخل المستسفي ،وفعلا كان طلال هيبتدى يأخد جرعات الكيماوى ولكن رحمت ربنا ولطفه اتصلت بيهم مستشفى 57 قبل آخد الجرعة بيوم ….قبل البهدلة….قبل المرمطة. …لأنها قاست فى المستشفي من كل حاجة (العلاج ،والاطباء، والأكل ،والمكان بصفة عامة لكم أن تتخيلوا مكان حكومى)
دمتى لنا مستشفى 57357 نعمة نحمد الله عليها
فأول يوم دخل فيه المستشفى بدأ طلال علاجه الكيماوى…..وبدأ حبيبى تظهر عليه الأعراض الجانبية للكيماوى بشكل ملحوظ(ترجيع فظيع،ورفض للاكل،مما أدى إلى انهيار مناعته فدخل فى عزل)و ده خلا الولد عصبى جدا(وده كان اعتقادى )..كان بيعامل امه بطريقة غير طيبة ،كان قاسى فى كلامه معها..وانا كنت بستغرب لأنها كانت حنينة معاه اوى( كانت أم). وعرفت ان الام تهب حياتها لعلاج ابنها المريض وحدها…
أين الأب ؟
حوالي يومين جه والده ويبدو انه راجل محترم (لكن..!!) الأستاذ كان بيشتغل فى الخارج ولم يرى أولاده منذ 3 سنوات ……….
الأب والام منفصليييييين!!!
انفصال غير متحضر
ولما عرف بمرض ابنه نزل من السفر بعد حوالى 15 يوم وجه على المستشفى وانا كنت موجودة لحظة اللقاء …..ياااااه على الفتور مقابلة عادية جدا لأب وابنه بعد غياب يوم فقط مش سنين.
وبدأ فى معاملة الأم (طليقته)بمعاملة سيئه لدرجة ملاحظتى لهذه المعاملة.ولم يراعى الموقف اللى هما فيه ..(هى مطعونة بسكينة حادة والمفروض انت كمان…..انت فى ايه ولا ايه )وبدأ يعامل الطفل بتدلل زائد . ..فتركتهم الأم بمفردهم خوفا من جرحها اكتر من كده …وبدأ الأب فى تحريض ابنه على امه ويقوله (قولها …اعملها….ماتسكتلهاش. وغيره)وبدأت الصورة تتضح ..هو الذى يعلم الطفل سوء المعاملة لأمه. هاهى التربية السلبية لمصلحة طرف معين. وعندما تحدثت مع الأم وجدتها هى المتكفلة باولادها (تربيةتعليمعلاج لبس……وغيره )كل شئ.
فما دور هذا الرجل (الاب)؟…….لا أعلم
لم يصرف عليهم جنيه واحد………طب ليه؟
طب ليه جه؟……..لكى يقوى الطفل على مرضه ولا على امه ؟لا أعرف
….وفى يوم الطفل درجة حرارته وصلت 40 و لازم يتنقل المستشفى وكان الوقت متأخر(فى نص الليل). ….فكلمت الأم …والد ابنها وطلبت منه يجيب عربيه علشان تنقل ابنها للمستشفى. ..رد عليها (مليش فيه )….بلسان الأم.

_ يااااااااه على اختيارتنا لما بتبقى غلط. …لما بنختار أزواج وزوجات مش مناسبين .بتكون النتيجة مؤثرة بالسلب على الطرف الاخر وعلى الأولاد. ممكن نختلف بس لازم يبقى الاحترام. …تبقى العشرة. …علشان خاطر ولادنا .فهذه الأم تتنازل عن حياتها…..عن شبابها. ….وتبدأ حياة كفاح لكى تنفق على اولادها …وده كله حبا فيهم. …ليأتى هذا الأب ويبدأ فى تسميم الابن من جانب امه وتسميم أفكاره ليجذب الابن له. ……فلا تلقى الام بعد هذا العناء مع ابنها غير سوء المعاملة …..
_قلبى على هذا الطفل المفروض تكون حالته النفسية جيدة علشان مناعته تكون عاليه. …طب منين هذه الحالة وهذا الأب بهذا التفكير فى حياته؟ يأتى بالسلبيات وينسحب بهدووووء. ويترك الابن لصراعه الداخلى (بين حبه لأمه وبين أفكار والده المضلله ). هذا الطفل يحتاج إلى ترميم نفسى (داخلى وخارجى )……ثم علاجى.
وهذه الأم تحتاج إلى من يساندها لكى تستطيع أن تكمل مشوارها. . اعزائى :المفروض أن شريك الحياة هو الشخص الذى نلجأ إليه فى وقت الضعف. …..لأنه ببساطه هو السكن. ..حتى بعد الانفصال فهو شريكك فى اولادك. ياريت نرتقي بمعاملاتنا مع الآخر لأجل اغلى ما نملك لا تجعلوا أولادكم كبش فدى للانتقام من الطرف الآخر. …انت أول من تدفع الثمن قهرا على ابنك….. لابد من مراجعة أنفسنا كأمهات وأباء لأننا نملك أخطاء لا نراها ونوصلها لابناءنا بطريقة غير مباشرة..فلابد من وقفة مع النفس. وتصحيح الذات حتى نستطيع تقويم ما افسدناه فى تربية أولادنا. احمدوا ربكم عل نعمة الأب والام اللى بيضحوا من أجل إسعادكم ولو على حساب حياتهم باكملها ….

اللهم اجعلنا قدوة لأولادنا. …وارزقنا التقوى والصلاح…

.