رسائل قبل السفر .بقلم.وجيه وسلاتي
فترة قاسية و مؤلمة انفضّ فيها معظم أشباه الأصدقاء من حولي.
صندوق الرسائل لا يزوره إلا قلة من الصادقين
فترة مضنية علمتني أن خذلان الأحبة أشد وطأة من خيانة قصبتي الهوائية لرئتيّ رغم التحامهما ظاهرا.
أردت ترك رسائل ثلاثًا على صفحتي فربما تكون هذه خاتمة المطاف :
إلى تلاميذي : يا زهور قلبي تعلمون أني رغم تقصيري قدّمت كل شيء أمتلكه
أحببتكم دون تصنّع و ها أنا أنظر الآن إلى وجه كل واحد منكم و أستحضر ذكريات لا تنسى
عِدوني أن تبذلوا ما بوسعكم لاقتلاع تفوقكم من براثن الاحتياج و ضيق الحال و سأظل أراقبكم بفخر من الضفة الأخرى للوجود
إلى رفاق الدرب : ذلك الدرب الذي تفرّعَ إلى مسالك شتى ستؤدي في النهاية إلى ذات الدرب الأول.
كونوا لحمة واحدة رغم الاختلاف و أخبروا الأجيال القادمة اننا لم نَحْتَمِ بأسوار كلية مَنُّوبَة من الجهل فحسب بل أخذنا من حجارة جدرانها ما يكفينا لبناء بيوت داخلنا عمادها الصمود و سقفها النضال.
إلى حبيب خذلني ذات وجع: هل تذكر لقاءنا الأول؟ إني اخترعت الآن لقاء أخيرا بنفس اللهفة و الانتظار
أحببت أن يكون وجهك آخر ما أراه بعيني قبل أن تتسع الحدقتان.
التعليقات مغلقة.