موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

سباق خاسر بقلم . عبد الحميد سحبان

312

سباق خاسر بقلم . عبد الحميد سحبان


الأيام تسير بسرعة الريح، ركب “عْوٍيطَةْ”، فتسابقت أمامه المشاهد، لم يعد يرى الأشياء المفردة، أصبح يرى خيطا كبيرا يضم البيضاء بالرباط. وصل القطار إلى المحطة الأخيرة، توقفت السرعة، وبدأت سرعة الأيام، نزل من القطار الحديدي وركب قطار الحياة.
أسرع الخطى إلى مقصده، كان ينوي أن يجري مباراة في التوظيف، وصل إلى المكان المحدد، وجد نفسه أمام عمارة ذات أربعة طوابق، كتب عليها بالفرنسية، لم تسعفه خطاه المسرعة لقراءة ما كتب عليها بالخارج. دلف إلى الداخل يسأل ‘الشاوش” عن مكتب الامتحانات، تقدمه ثم أشار له نحو باب تحمل رقم عشرة (10).
طرق الباب، سمع صوتا من الداخل يستأذنه في الدخول، فتح الباب، وجد شخصا يجلس وسط ركام من الأوراق، نظر إليه الجالس، وهو يخلع نظارتيه، سأله قائلا: “تود اجتياز مباراة التوظيف بدون شك؟”.
أجاب بفورة الشباب: “نعم، سيدي !!!”.
أخرج الشخص مطبوعا، وضع نظارتيه السميكتين، ثم سأله عن اسمه أجاب: “س-ع-ح”.
أضاف الموظف “سنك؟”.
أجاب “ثلاثة وعشرون سنة”.
توقف الموظف عن ملء المطبوع، أزاح نظارتيه، وقال للواقف أمامه “إنك لا تزال صغيرا يا بني، أدنى سن نقبله في هذه الوظيفة هو خمسة وعشرون سنة”.
أجاب الواقف مطأطئا برأسه: “صغير في سني، لكن همومي أكبر بكثير”.
رد الموظف:” المسطرة يا بني، ليس لي ما أفعله”.
فهم الواقف أن الأمر ليس مجالا لأي نقاش، لقد كان يسارع الزمن ليربح الوقت، لكن الواقع يسير بتأني كبير، فالعجلة من الشيطان والتأني من الرحمن، فقرر ألا يستعجل أمره فأمامه سنتان من التأني.
بدأ بإضاعة فائض الوقت لديه، لم يركب “عْوٍيطَةْ” هذه المرة، إنما ركب قطارا عاديا، فتراءت له الأشياء الصغيرة، والمفردة، بدأ بداية جديدة وثقيلة، فاستغرقته لذة الخمول وسعادة الركون، واندهش كثيرا لما أجابه الموظف قائلا:

“لا يا سيدي، إننا لا نقبل من تجاوز سن الخامسة والثلاثين؟.”

“عْوٍيطَةْ” اسم القطار السريع ما بين مدينتي الدار البيضاء والرباط على اسم البطل الأولمبي المغربي “سعيد عْوٍيطَةْ”.

التعليقات مغلقة.