موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ( الجزء الرابع )

216

سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ( الجزء الرابع )


بقلم / محمــــد الدكــــرورى

النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، هو خير أهل الأرض نسبًا على الإطلاق، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ، ولذلك لم يستطع أبو سفيان أن ينكر علو نسب الرسول صلى الله عليه وسلم على الرغم مما كان عليه من عداء للرسول قبل إسلامه فقال : هو فينا ذو نسب .

والنبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يذهب مع مرضعته حليمه السعديه ، وتقول حليمه قدمت إلى أرض بني سعد فأخصبت بعد أن أجدبت، وكثرت مواشي حليمة ونمت ، وزادت مواشيها وأخصب ربعُها وقد عمّ هذا السعدُ كل بني سعدِ، وقد حكت السيدة حليمة السعدية كيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم طفلًا مميزًا يفوق أقرانه في كل شئ، فتصف أنه عليه الصلاة والسلام وعلى آله كيف جلس وهو عنده أربعة أشهر .

وأنه وقف على قدميه وأستند على الجدران، ومشى وعنده خمسة أشهر، ومشى مشياً طبيعياً ، وعنده ستة أشهر، قالت: وكان من يراه وعنده ستة أشهر، يظن أن عنده أربعة أعوام ، وفي بعض الأيام جاءه جبريل وميكائيل فأضجعاه وشقا بطنه وغسلاه بماء زمزم وختما على ظهره بخاتم النبوة، فخاف أخوه عليه فأتى أمه أي حليمة وأخبرها بخبر محمد صلى الله عليه وسلم فخافت حليمة عليه وأعادته إلى أمه وسلّمته إليها، وانصرفت حليمة .

وقد نشأ النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يتيماً ، حيث توفّي والده عند أخواله في المدينة قبل مولده ، فتولى أمره جدّه عبد المطلب ، الذي اعتنى به أفضل عناية ، وشمله بعطفه واهتمامه ، واختار له أكفأ المرضعات ، فبعد أن أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب ، دفع به إلى حليمة السعدية ، فقضى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الأيّام الأولى من حياته في بادية بني سعد ، ليلقى من مرضعته حليمة كل عناية ، مع حرصها على بقائه عندها حتى بعد إكمال السنتين .

لما رأت من البركة التي حلّت عليها بوجوده صلى الله عليه وسلم ، حيث امتلأ صدرها بالحليب بعد جفافه ، حتى هدأ صغارها وكفّوا عن البكاء جوعاً ، وكانت ماشيتها في السابق لا تكاد تجد ما يكفيها من الطعام ، فإذا بالحال ينقلب عند مقدم رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم ، حتى زاد وزنها وامتلأت ضروعها باللبن ، ومن أجل ذلك تحايلت حليمة لإقناع والدة النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة رجوعه إلى البادية بحجّة الخوف عليه من وباء مكّة .

وهكذا أمضى رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم ، سنواته الأولى في صحراء بني سعد ، فنشأ قوي البنية ، سليم الجسم ، فصيح اللسان ، معتمداً على نفسه ، حتى كانت السنة الرابعة من مولده ، حين كان صلى الله عليه وسلم يلعب مع الغلمان وقت الرعي ، فجاءه جبريل عليه السلام مع ملك آخر ، ، فأمسكا به وشقّا صدره ، ثم استخرجا قلبه ، وأخرجا منه قطعة سوداء فقال جبريل : ” هذا حظ الشيطان منك ”

ثم غسلا قلبه وبطنه في وعاء من ذهب بماء زمزم ، ثم أعاده إلى مكانه ، والغلمان يشاهدون ذلك كلّه ، فانطلقوا مسرعين إلى مرضعته وهم يقولون : ” إن محمداً قد قُتل، وأقبل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وهو يرتعد من الخوف ، فخشيت حليمة أن يكون قد أصابه مكروهٌ ، فأرجعته إلى أمّه ، وقالت لها : ” أدّيت أمانتي وذمّتي ” ، ثم أخبرتها بالقصّة ، فلم تجزع والدته لذلك ، وقالت لها : ” إني رأيت خرج مني نورٌ أضاءت منه قصور الشام ” .

وبهذه الحادثة الكريمة ، نال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ، شرف التطهير من حظ الشيطان ووساوسه، ومن مزالق الشرك وضلالات الجاهليّة ، مع ما فيها من دلالةٍ على الإعداد الإلهيّ للنبوّة والوحي منذ الصغر ، ومكث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مكّة يتربّى في أحضان والدته ، ولما بلغ عمره ست سنين توفيت أمه في قريةٍ يُقال لها ” الأبواء ” بين مكّة والمدينة ، فعوّضه جدّه عبدالمطلب حنان والديه ، وقرّبه إليه وقدّمه على سائر أبنائه .

وفي يومٍ من الأيام أرسل عبدالمطلب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، للبحث عن ناقة ضائعة ، فتأخّر في العودة حتى حزن عليه جدّه حزناً شديداً ، فجعل يطوف بالبيت وهو يقول : رب رد إلي راكبي محمدا رده رب إلي واصطنع عندي يدا ، ولما عاد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، قال له : ” يا بني ، لقد جزعت عليك جزعاً لم أجزعه على شيء قط ، والله لا أبعثك في حاجةٍ أبداً ، ولا تفارقني بعد هذا أبداً ” .

واستمرّت هذه الرعاية طيلة سنتين حتى توفّي عبدالمطلب وللنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، ثمان سنين ، فكفله عمّه أبو طالب وقام بحقه خير قيام ، وقدمه على أولاده ، واختصّه بمزيد احترام وتقدير ، ولم يزل ينصره ويبسط عليه حمايته ، ويُصادق ويُخاصم من أجله طوال أربعين سنة ، حتى توفّي قبيل الهجرة بثلاث سنين .

ومن هنا نرى كيف توالت الأحزان في طفولة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتركت أثرها في قلبه ، وهو جزءٌ من التقدير والحكمة الإلهيّة في إعداد هذا النبي الكريم حتى لا يتأثّر بأخلاق الجاهلية القائمة على معاني الكبر والاستعلاء ، فكانت تلك الأحزان سبباً في رقّة قلبه واكتسابه لمكارم الأخلاق ، حتى صدق فيه وصف خديجة رضي الله عنه : ” يحمل الكَلَّ، ويكسب المعدوم ، ويُقري الضيف ، ويُعين على نوائب الحق .

وقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسًا يومًا فأقبل أبوه من الرضاعة، فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شِق ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعة، فقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه بين يديه ، وقيل أنه قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقد تزوج خديجة، فتشكت جدب البلاد وهلاك الماشية فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة فيها، فأعطتها أربعين شاة ، ثم قدمت عليه بعد النبوة فأسلمت وبايعت وأسلم زوجها الحارث .

ويقول أبا الطفيل : رأيت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقسم لحمًا بالجعرانة، إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه، فجلست عليه فقلت: من هي؟ فقالوا: هذه أمه التي أرضعته ، وقيل لما وردت حليمة السعدية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط لها رداءه وقضى حاجتها، فلما توفي قدمت على أبي بكر فصنع لها مثل ذلك .

التعليقات مغلقة.