موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم “الجزء السادس “… محمد الدكرورى

248

سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم (الجزء السادس )


بقلم / محمــــد الدكــــرورى

وكان عليه الصلاة والسلام يرعى الغنم في صغره لزيادة الرحمة في قلبه فكان يرعاها لأهل مكة ، وقد حضر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حرب الفجار، قيل: وكان له من العمر 14 سنة وكان يناول عمومته السهام ، وقد حضر أيضا النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حلف الفضول.

ولما سافر إلى الشام في تجارة لخديجة رضي الله عنها ، ظهرت أمانته ونجح في تجارته وربح ربحا طائلا، قال ميسرة غلام خديجة: يا محمد اتجرنا لخديجة ، كذا سفرة ما رأينا ربحا قط أكثر من هذا الربح ، وقد أحبه ميسرة حبا عظيما لما رآه من أمانته وحسن أخلاقه.

وقد وثقت به خديجة لما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه فاستأجرته ليتاجر بها وضاعفت له الأجر، وكانت رضي الله عنها ، امرأة عاقلة شريفة فلما عاد النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأخبرها غلامها عن حميد صفاته دعته عليه الصلاة والسلام وقالت له: إني رغبت فيك لقرابتك مني وشرفك في قومك وأمانتك عندهم وحسن خلقك وصدق حديثك ثم عرضت عليه نفسها .

إنها السيدة الشريفة الكريمة الحسيبة النسيبة أم هاشم كما يسميها جيرانها أهل مكة، فهى السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصى يجمعها مع رسول الله النسب فى جده قصى من جهة أبيها ، ولدت قبل عام الفيل بـ15 عاماً، فهى السيدة التى أكرمها الله وكرمها لتكون بجوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

فهي سيدتنا خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي الأسدية ، تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده قصي الذي جمع القبائل القرشية ، وأمها فاطمة بنت زائدة بن الاصم من بني عامر بن لؤي بن غالب ، فأكر بهذا النسب الطاهر الذي هو نسب أشرف الحبائب .

وقد حفظها الله تعالى من أرجاس الجاهلية ، فأحاط عرض هذه السيدة الزكية ، وصانة من كل أذية وبلية ، برعايته وعنايته الباهرة ، ولذلك كانت تلقب بالسيدة الطاهرة ، فما أجل هذه المنحة الفاخرة ، واشتهر تلقيبها بالكبرى ، لعظم شانها في المعاهد الاخرى ، وهي بذلك أحق وأحرى .

وقد ولدت رضي الله عنها قبل ولادته صلى الله عيه وسلم بنحو خمس عشرة سنة ، فنشأت في بيت طاهر طيب الأعراق ، على أكمل السير المحمودة وأحسن الأخلاق ، فكانت رضي الله عنها متكاملة حسناً وعقلاً ، وجمالاً وفضلاً ، ازمة رشيدة في جميع أمورها ، حسنة التدبير والتصرف في جميع شؤونها ، ذات فراسة قوية ، وهمة علية ، لها نظر ثاقب .

ومعرفة دقيقة في العواقب ، أغناها الله تعالى بسعة النعم ، وكثرة الخدم والحشم ، ومن عليها ذو الجلال ، بكثرة الأمول ، فكانت تستأجر الرجال ، ليتاجروا في ذلك بالحلال ، فتضاربهم عليه بشيء معلوم ، ويستفيد بذلك الجميع على العموم ، وظهرت أسرار تلك الأخلاق المرضية ، والأوصاف الحسنة الزكية .

إنها اختيار الله فكانت زوج خاتم النبيين وأم المؤمنين وأم الذرية الطاهرة، فأبوها خويلد بن أسد وأمها فاطمة بنت زائدة وجدتها هى هالة بنت مناف ، وكانت خديجة قد رأت فى منامها: أن شمساً عظيمة مضيئة أشد ما يكون الضوء جمالاً وجلالاً لا تهبط من سماء مكة فيغمر ضوؤها فقصت تلك الرؤيا على ابن عمها ورقة بن نوفل وكان من أهل العلم والحكمة .

وكان دارساً للتوراة والإنجيل فاستبشر ورقة قائلاً: لك البشرى يا خديجة يا ابنة العم فهذه الشمس المضيئة علامة على قرب ظهور النبى الذى أطل زمانه ودخولها دارك دليل على أنك أنت التى ستتزوجين منه.

فلما تزوجها كان مثال الزوج الصالح وكان موضع احترامها وتقديرها، يدل على ذلك قولها له بعد نزول الوحي وهي تهدىء روعه: ” والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم وتَقري الضيف وتعين على نوائب الحق ” وقد كانت أول من آمن به، وقال رسول الله في حقها: ” أفضل نساء الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم ” وهى امرأة فرعون .

وبعد زواجها من الرسول أعانته على العبادة فى خلوته بغار حراء وكانت عظيمة حقاً فى ثباتها وتثبيتها له حين جاءها واجف الفؤاد مضطرب القلب، قائلاً: ” زملونى زملونى ” وكانت عظيمة حقاً حين كانت أول من استجاب بالإيمان فى هذه الأمة وانحازت معه إلى شعب أبى طالب وقت الحصار الذى فرضته قريش ، وقد عاشت معه 25 عاماً 15 قبل البعثة وعشرة بعدها كلها بمكة ولم يتزوج عليها .

وكان رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يثني عليها كثيرا أمام عائشة رضي الله عنها ، حتى أدركتها الغيرة، فالوفاق بينهما في المعيشة الزوجية كان بالغا حده ولا شك أن هذا من حسن الخلق وصفاء السيرة والسريرة ، ولما أدركت عائشة رضي الله عنها الغيرة من حسن ثنائه صلى الله عليه وسلم على خديجة قالت: هل كانت إلا عجوزا فقد أبدلك الله خيرا منها .

فغضب رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: ” لا والله ما أبدلني الله خيرا منها ، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني وكذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني أولاد النساء “، فقالت عائشة: فقلت في نفسي: لا أذكرها بسيئة أبدا ، فكان عليه السلام متحليا في صغره وشبابه بخير الخلال وأجل الصفات بعيدا عن الشبهات.

التعليقات مغلقة.