موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

عيسى الذي حلم …بقلم ربيع دهام

113

عيسى الذي حلم …بقلم ربيع دهام

خمس دقائق مضت وهو ما زال متسمِّراً في مكانه يصوِّب مقلتيه عالياً نحو النجوم.
بسبَّابته اليمنى شرعَ يعدُّها. واحد. اثنان. ثلاث.
يتنهَّد. يشدُّه الحلم من ياقةِ أفكاره ويسحبه نحو السماء.
يرى نفسه طيراً يرفرف مع الأثير ويحلِّق.
ويرتفع ويسمو، حتى يكاد يصل إليها.
يقترب منها بفرحٍ. يمدُّ يده ويلامسها. يا لسحرها.
يا لتلألئها الجميل.
يضحك من كل قلبه. يقرِّبها من شفتيه ويقبِّلها.
يضمُّها بحنانٍ إلى صدره. يغمض عينيه.
ويشرع في تحريك ذراعيه يميناً شمالاً كأنه يراقصها.
ما أجمل!
ما أجمل الرقص مع النجوم في ليلةِ حلم تحقَّق.
يفتح عينيه. ثمَّة صفير مصدره الجهة المقابلة.
يستدير. يحدِّق. يرى ويا لدهشته!
نسرٌ يفتحُ جناحيه الكبيرتين فيسحره المنظر.
يبتسم عيسى. يفرك يديه بشغفٍ ويمتطي النسرَ ويطير.
لم تسع الفرحة قلبه فتنساب الضحكة إلى أنفاسه وعينيه.
ماذا تراه يفعل ونجوم الكونِ بين يديه؟
ويفتح يديه. يخاف أن تفلت منهما النجوم.
ويشرع بالعد مجدداً.
نجمة. نجمتان … ثلا…
ويقطع العدَّ صراخٌ ينتشله من هدهدة الأمنيات ويرميه كقشرة موزٍ
ذليلة في سلَّةِ العتابات.
“عيسى! ماذا تفعل هناك يا عيسى؟
كم مرةٍ قلتُ لك إياك والنجوم!
ألا تشبع من تكرار ذاك الهراء؟ ألا يزعجك ما في عقلك من غباء؟
اخرج من غرفتي حالاً أيها العاق! “.
وينتشل عيسى بقاياه المذعورة، ويلملمها.
يحملها على كتفيه حتى يكاد يسقط من ثقلها الكبير.
ثقيلةٌ حمولة السلبيات على قلبه الصغير.
يحزن عيسى ويتَّجه إلى غرفته هو. يصفع الباب وراءه.
يرمي خيباته على الأريكة، يركلها. يدوس عليها.
ثم يقفز غاضباً إلى سريره. يلتحف الغطاء. يهرب من الدنيا ويبكي.
ويبكي…ويبكي…
يسمع خطوات هادرة تقترب. يُفتح بابُ الغرفة.
وإذ بصوت أبيه يسحبه من تحت اللحافِ ليبدأ معه جولة تعنيفٍ جديدة.
” لماذا لا تكون مثل أخيك؟
لماذا يجب أن يكون لي ابنٌ عاقٌ؟
كفاك! كفاك حلماً يا عيسى!
فاشل وأنت جالس على مقاعد الدراسة.
ومن يفشل وهو جالسٌ كيف سينجح في التحليق؟”.
يقول والده هذا ويخرج من الغرفة صافعاً وراءه الباب.
تهتزُّ غلى أثر الصفعة الصور التي على الجدران. وتهتزُّ الثريا الكريستال.
وتهتزُّ معهما ثقةُ عيسى في نفسه.
ويبقى عيسى جالساً هكذا. مصلوباً كالقتيل على حافة السرير.
يخاف أن يحكي. يخاف أن يشكي. وأخطر من كل هذا، يخاف…
يخاف أن يحلم بعد اليوم.
كلُّ ما تمناه هو أن يصبح عميداً في الجيشِ مثل أبيه.

التعليقات مغلقة.