في جهاد الصحابة الحلثقة 419 .. ” طالب بن أبي طالب”.. ” سادة بني هاشم” -2 ثالثا.. في إسلام طالب بن أبي طالب
في جهاد الصحابة الحلثقة/ 419 .. ” طالب بن أبي طالب”.. ” سادة بني هاشم” -2
ثالثا.. في إسلام طالب بن أبي طالب.. (نكمل)
بقلم مجدي سـالم
هناك أمران يتضحان من خلال وصية أبي طالب.. يتوجبان الأخذ بهما بنظر الاعتبار..
- الأول هو أهلية المُوصى إليه لإمضاء بنود تلك الوصية.. وذلك ما لا يجوز على أبي طالب سيد قريش وحكيمها..
- والثاني إن أبا طالب كان على يقين من إيمان ابنه طالب.. وأنه كان مسلما..
وإلا لما كان يطلب منه نصرة من يخالفه في العقيدة.. وكان طالب أهلاً لهذه الوصية.. فكان موضع ثقة أبيه في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم.. وكان مقِراً برسالته معترفاً بنبوته متيقناً بما جاء به من الحق.. - وقد جسد طالب بن أبي طالب كذلك صدق أحاسيسه وعميق إيمانه بهذه الأبيات:
إذا قيلَ من خير هذا الورى *** قبيلاً وأكرمَـــــهم أسَــــــــرَه
أنافَ لعبدِ منـــــــــــافٍ أي *** أبو نضـــــلة هاشــــم الغرره
لقد حلَّ مجدُ بني هـــــــاشمٍ *** مكانَ النعـــــــائمِ والنشـــــرَه
وخيرُ بني هــــــــاشمٍ أحمدٌ *** رسولُ الإلـــــه على فتـــــرَه
وقد حلّ مجــــــدَ بني هاشمٍ *** فكان النعـــــامة والــــــزهرَه
عظيمُ المكارمِ نـــورُ البلاد *** حريُّ الفؤادِ صــــــدى الزبرَه
كريمُ المشاهدِ سمــحُ البنانِ *** إذا ضــــــنَّ ذو الجودِ والقدرَه
عفيفٌ تقيٌّ نقيُّ الـــــــــرِّدا *** طهرُ الــــــســـراويلِ والأزرَه
جوادٌ رفيعٌ على المعتقيـــن *** وزينُ الأقــــــــــاربِ والأسرَه
وأشوسُ كالليـــــثِ لم ينهِهِ *** لدى الحربِ زجرةُ ذي الزجرَه
وهناك أبيات لأبي طالب أيضا يتعهد فيها بعدم خذلانه ولا أولاده للنبي صلى الله عليه وسلم.. منها:
والله لا أخذلُ النبي ولا *** يخذله من بنيّ ذو حسبِ
فأبو طالب هنا يقسم بالله أنه وأولاده كلهم قد آمنوا بالنبي وجندوا أنفسهم لنصرته…
رابعا.. موقف المسلمين من بني هاشم يوم بدر..
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين يوم بدر: “مَن قدرتم أن تأسروه من بني هاشم فلا تقتلوه.. فإنّهم إنّما خرجوا كرهاً”.. وهذا القول يخص عموم بني هاشم..
- وهناك رواية أخرى تخص طالب بالذات وهي: (( وكان بين طالب بن أبي طالب وهو في القوم وبين بعض قريش محاورة.. فقالوا: والله قد عرفنا أنّ هواكم مع محمّد.. فرجع طالب إلى مكّة فيمن رجع))
- وقيل: إنّما كان خرج كرهاً .. ما يؤكد رواية الحديث.. رغم أن التاريخ لم يبين ماهية تلك المحاورة بين طالب وقريش.. إلا أنها تتضح من خلال جواب قريش لطالب واتهامها إياه بأن هواه مع محمد – صلى الله عليه وسلم.. كما تتضح ماهية هذه المحاورة .. إضافة إلى إن لفظة (محاورة) تدل على تعارض موقف طالب مع موقف قريش..
خامسا.. في انقطاع ترجمة طالب بن أبي طالب..
إنقطعت أخبار طالب عند المؤرخين بعد غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة.. فقد اخرجتهُ قريش كرهاً غير باغٍ ولا عادٍ حتى جاهر طالب قريشاً بموقفه من هذه الحرب.. كما أنه لم يتحفظ في إظهار ميله نحو معسكر النبي صلى الله عليه وسلم..- لم يكن هذا الموقف المبدئي.. لبني هاشم عامة.. ولطالبْ خاصة.. من هذه المعركة بخافٍ عن قريش عندما خاطبوا بني هاشم بقولهم المتقدم.. لكن ماذا حدث له بعد موقف طالب من هذه الحرب ؟.. وأين اختفى بعدها ولماذا انقطعت أخباره ؟
خاصة أن موقف طالب في بدر ومن موقعه قد أدى بالتأكيد دورا في تثبيط عزيمة المشركين وإنذارهم بالهزيمة المتوقَّعة.. – ويروى أنه قد شخصَ ببصره إلى الله لائذاً ملتجاً عائذاً.. وهو يقول:
يا ربِّ أمّا خــــــرجوا بطالبْ *** في مقنبٍ من هذه المقــــــانبْ
فأجعلهم المغلوبَ غير الغالبْ *** والرجلَ المسلوبَ غيرَ السالبْ - إلى هنا يقف المؤرخون في أخبار طالب.. فمنهم من يقول رجع إلى مكة.. ومنهم من يقول فُقِد ولم يُعرف له خبر.. واضطربت الروايات في مصيره.. ولم يشِر أحد من المؤرخين إلى وفاته زماناً ومكاناً.. بعد السنة الثانية للهجرة..
- كما لم يذكر أي منهم عن وجود أي عقب له..
.. ألقاكم على خير إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.