في مرفأ العمر … شعر رشا عادل بدر
في مرفأ العمر لم تمض التجاعيدُ
بين المواني التي تشتاقها الغيدُ
لم تنج من دفقة الأشواق قنبلةٌ
ولم تفق لحظة عينٌ ولا جيدُ
كان الخيال نعيما في مخيلتي
يحتلني حينما يدنو ليَ العيدُ
فكان لي ملجأ دهرا ويعبث بي
ولم تعد لحظة تلك الزغاريدُ
غزلت من أنجم الدمعات قافيتي
فمن نضارتها تحلو العناقيد
فأسكبُ الحب في أرجاء شهقتها
وبين أسطرها الحوراء أخدودُ
أشيّد المجد في شطآن لهفتها
كأنه في دنا العشاق نمرودُ
كأنه يقتفي صحراء امنيتي
انا الوليدة إن ما ضمني الطودُ
وإن برتني جراحات الورى زمنا
لسوف تنقذني تلك الأناشيد
وإن رحلتَ عن الأجفان ثانيةٍ
أتسمع الصوت إن نادى لك العودُ
أغازل النيل كي يحلتني فرحٌ
إذا اصطفاني الهوى والأعين السود
تضيء بين جراح القلبِ تمتمتةٌ
وليس ينفع بعد العشق تمهيدُ
هو النعيم الذي نشتاق بسمته
فآية العشق ترتيلٌ و تمجيدُ
وإن غرقت زمانا في صبابته
فالموت في أبحر المحبوب محمودُ
التعليقات مغلقة.