قصة للنقد : الطريق للأديبة رانيا المهدي
قصة للنقد : الطريق للأديبة رانيا المهدي
القص هو نزف للروح يغرق القلب لأخمصه لو كان صادقا.
نص جديد للنقد
الطريق … رانيا المهدي
أسير في الطريق المعتاد للمنزل.. كل شيء مختلف.. الطريق الواسع أصبح صغيرا ضيقا.. أشعر بالغربة.. أين ذهبت الأشجار و العصافير التي كانت تغرد لي وتستقر على كتفي وتنقر الشريط الأحمر في نهاية ضفيرتي الطويلة؟
و هذه البحيرة.. متى ظهرت ومن أين؟! الماء لزج وله رائحة ثقيلة.. كيف أعبر؟ سأسير على الحافة الضيقة وأسند على الجدار الرطب المتهالك بحرص.. الحجارة المدببة تؤلم قدمي لكن لا يهم فهى أفضل من الخوض في هذا العفن.
الرعب سيطر على قلبي فجأة.. فالثعابين تسبح في الماء بحرية.. إنها تقترب منى و تسعى جاهدة للالتصاق بي.. كيف أهرب منها؟ أنفاسي تتسارع وحرارة جسدي ترتفع.. طوال عمري أخشى سيرتها و صورتها.. اليوم أراها أمامي تتجول بحرية.. سأموت لا محالة.
ثم من هذا الصغير الذي ظهر بين ذراعي؟ هل أعرفه؟ إنه يقبلني ويبتسم.. فابتسم له.. نعم أنا أعرفه.. إنه ابني الصغير.. لكن كيف؟
نظرت لطفلي وللثعابين التي تسعى.. لم يعد خوفي علي فقط.. أصبح على هذا الصغير الذي مازال يبتسم.. كيف أنقذه من المصير المر الذي أراه أمامي؟
أختي الأصغر تلعب الحجلة داخل الماء.. كيف لها أن تفعل؟ ألا تخشى الثعابين؟ أحاول أن أصرخ فيها لتنتبه لكن انحشر صوتي وتوقف الهواء في صدري بعد العضة التي نلتها في قدمي من هذا الثعبان الرمادي الضخم الذي فاز بالسباق.
أغمضت عيني وفتحتها لأجدني في المنزل.. لا أعرف كيف ولا أهتم.. المهم حقا أنني في منزلي.. لكن كل شيء مختلف أيضا.. الجدران تكاد تسقط.. السقف أصبح أقرب للرؤوس.. ماء البحيرة العفن تسرب إلى الأرض.
جرحي ينزف وابني الصغير يلعب بالكرة.. أخي يبكي على السرير وهو يعلن لأبي المتوفي الذي جاء لزيارتنا أننا بخير ولا نحتاج مساعدة.
أمي تطبخ اللحم وتغني كعادتها.. أحاول أن أطلب منها أن تساعدني.. لكن صوتي مازال غائبا وجرحي ينزف.. أبي ينظر لي ويبتسم.. وأنا أنظر لطفلي وأبتسم وهو مازال يلعب الكرة.
أ. محمود حمدون
وجدتني بين جدران هذا النص. رائع حتى أنه يعلو على أي رأي يزعم صاحبه أنه نقد..
تحياتي..
أ. هيام علي
فوق الرائع ، تحياتي وتقديري
أ. نيرمين دميس
نص رمزي بامتياز، يفتح أفاقه على مصرعيها أمام المتلقي، روعة السرد والرمز والتصوير تنأى بالقارئ عن محاولة تصنيف الحالة، بل تغرقه في مشهدية رائقة، فيصبح له شفرته الخاصة مع النص.
كل التحية لكاتب النص، دام الإبداع والفكر الراقي.
أ. أميمة دويدار
نص مرتب التنقل بين الأحداث مقبول نص يعبر عن حال صاحبة قلق ضيق خوف ربما حزن داخلي وانا اقرأ توقعت ان اخر جملة استيقظت على صوت امي تنادي المنبه رن استيقظي حتى لا تتأخري عن عملك
تحية لكاتبة النص
أ. محمد الدليمي
تحية تليق بالابداع وروعة السرد المشوق المحكم والحبكة المعقودة بمحكم الالفاظ بل الاروع من ذلك هو البحث في تصاعد الحدث الى ذروته قمة الروعة جزاكم الله خيرا
جدوى- س- أب
لفت انتباهي الربط المحكم بين العنوان وطول الطريق.. تتالٍ مشوّقٍ للأحداث واستكشاف لتفاصيل تفاجئ البطلة كما تفاجئ القارئ ..
الكاتب المتخفي بين حدث وحدث يبث رعشة الصور والأفكار وكأنما يكتشفها الآن أثناء تحريرها على السطر فيحدث تشويقاً واهتماما ً بخلفية الأحداث.
أرى النص كله عقدة مستطيلة على امتداد الحلم ، القلق، التوجس من اخطار مستمرة محدقة اهمها مسؤوليات طفل وأخ .. تبقى عودة الأب من الموت تفاعله مع محيطه غناء الأم في المطبخ
لدغة ثعبان الماء في كعب القدم..نقطة ضعف من وُهِبَ له الخلود ..
كعب أخيل
لن اكسر مافي النص من جوهر
جميل ومحفز هذا الأسلوب …
سلمتم.
أ. سنية أبو النصر
فين القصة
هذا وصف ممتاز لحالة لم أفهم مغزاها هل حلم ام حقيقة
ولكني شعرت بالطفل والثعبان والشارع الذي يضيق بعد اتساع
بل شممت رائحة العفن وكاني في بحيرة راقدة… ممتاز ولكن اين القصة
أ. إيمي العسال
روووووووعة واكثر
رأيت قصة بها محاكاة في اللاوعي وكأنه المكان الذي نتنقل فيه بكل أرتياحية رغم صعوبة ما نصادفه فيه
فأحيانا نجد في اللاوعي المكان والزمان وهذا ما يجذبني لهذه النوعية من القصص
فبعض النقاد للأسف حين يتناولوا قصة للنقد يبحثون عن المكان والزمان دون ان يدركوا أن اللاوعي يحمل الأثنين معاً ومن رأيي ان نظرتهم سطحية
تحياتي وتقديري
أ. فتحي محمد علي
مشاعر راقية بعضها فوق بعض بمهارة قص وجمال معنى وجلال لفظ وروعة بيان.
أ. شكري علوان
من الروعة والجمال بمكان
أ. محمود حمدون
بعض النصوص تكون متهدمة الأركان السردية, بمعنى أنها لا تُبنى على فكرة السرد التقليدي , بل يأخذنا القاص لفكرته الرئيسة أو يغوص بنا في أعماق نصه دفعة واحدة, لذلك حين نتأثر بالنص إعجابا أو زهقًا أو استغرابًا فإن الغاية تحققت .
تعليق الأستاذ محمد كمال سالم
كل الحب والعرفان لكم/
محمود حمدون
هيام علي
Soad Mohammed
Nermein Demeis
Omaima Dwidar
محمد الدليمي
Jadwa S Ab
سنية ابو النصر
Emy Elassal
فتحي فتحى محمد علي
شكري علوان
كان هذا النص أصدقائي للأستاذة الراقية رانية المهدي Ranya Elmhdy
فشكرا جزيلا لها مساهمتها القيمة
تعليق الأديبة رانيا المهدي
شكرا من قلبي على خوض تجربة مختلفة وثرية جدا.. وأن تكون الكلمات هى البطل بعيدا عن شخص الكاتب.. ومعرفة أراء هامة لأساتذة كبار وأصحاب رؤية أدبية هامة جدا.. تقديري ومحبتي وشكري وامتناني
وشكر خاص للأستاذ المبدع محمد كمال سالم على المجهود والمتابعة والدعم الطيب.. الف مليون شكر لحضرتك يا أستاذنا الفاضل
التعليقات مغلقة.