قصيدة كفى بك ذنبًا …بقلم الشاعر إبراهيم محمد دسوقي
كفى بك ذنبًا أن ترى الهجر منصفا
وحسْبُ فؤادي في غرامك هاتفا
وأن تبتغي دومًا سهادي بفرحةٍ
وأن يحتذي قلبي وراءك زاحفا
وتنظر كأس الدمع كالنهر جاريًا
وتفقد روحي في الشتاء المعاطفَا
وتحبو على الأشواك نفسي وتبتلي
بجرحٍ يلي جرحًا فصار مضاعفَا
فلا كل ذنبٍ في الهوى كان هيّنًا
وما بات من يلقي التحيَّةَ خائفَا
تمنيت قربًا من فؤادك راغبًا
فما كان لي غير النوى منك قاصفَا
أنا ما قصدت الحبّ بل هو نالني
فهل صار من رام المساجد عاكفَا؟!
ولا كلّ من يحيا حياةً منعّمًا
ويقصي الردى من كان في العيش لاهفَا
وتلك الأماني طعمها كان علقمًا
كبرقٍ بغيمٍ ضل.. ما عاد وارفَا
فسرت كمن يقضي الليالي مكابدًا
وقلبي سقيمٌ ما تداوى وما شفا
أيا تاركي في الدرب أعمى بلا هدًى
أنادي غريبًا: هل نسيت العواطفَا
تمنّيتك الخلّ الذي أهتدي بهِ
فإذ بك ترمي في الهجير المرادفا
فإن كنت تبغي من وصالٍ وصفوتي
فأقبل على مهلٍ وقل لي: أما كفى
ورتّب حديثًا إن أتيت مغازلًا
ولا تعجلنَّ القول إن جئت شاغفَا
وضمّ حنيني والعيون شواهدٌ
لعلّي أنال الوصل إن كنت عاصفَا
ألا ليت ما بين الفؤاد و خلّهُ
وثاقٌ إذا أقصاه كان ملاطفَا
فلا تقطعنّ القيد فالقلب معصمي
حسام النوى نارٌ، ينادي العواصفَا
فكن نسمةً في صيف هجرك إنّني
كمن بالفيافي هام يرجو المراشفَا
وأسدل قصيد البعد عند لقائنا
فما الحبّ إلّا زائرًا لك واقفَا
التعليقات مغلقة.