موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مئة ليلة وليلة”الليلة العاشرة” العجوز والنفق… قصة قصيرة بقلم/ نجوى عبد الجواد

184

أنت!!
لا أصدق!!. انظروا من كان يهاجمنا؟!
طلقة رصاص من أحدهم تخطئه بعد أن دفع زميله ذراعه لأعلى.
دعني أمزقه إربا، لاجزاء له سوي الموت.
صدقت. يرد الضابط لكن ليس الآن، أظن أن هناك من عاونه وهرب تحت جنح الظلام وسيدلنا عليهم بالتأكيد. بصوت صارخ اسحبوه خلفكم هيا.

أنت تشهد دائما كل فصول حياتي. جئتك صبيا وعانيت على صفحتك شابا وغرفت من عمقك كهلا ومازلت بجوارك عجوزا . تسمع همساتي وتنصت لشكواي، شاهد على لحظاتي الحلوةو أيامي الصعبة، أنت أرحم بنا من البشر، يبتسم، قرأ لي خالد “العجوز والبحر” وقال لي من في عمرك يستريح، لكن يبدو أنك عجوز لديه إرادة.
أضحك وأرد :شعبي كله هو من اخترع الإرادة.
البيت فارغ يا بني سأذهب إليه لن يبخل علىَّ.
خطر يا أبي. إنهم يترصدون بنا برا وجوا وبحرا.
إن مت فمع آلاف الشهداء صحبة،وإن عدت أسعدت أطفالك وأطفال الجيران.
إذن أخرج أنا.
لا، الجميع في حاجة إليك، أما أنا فعلي هامش الحياة، عشت ما يكفي .
حفظك الله يا أبي أنت تاج رؤوسنا.
سلمت لي يا ولدي. لاتعطلني سأخرج تحت جنح الظلام و سأصطحب معي كشافا صغيرا.
لكن يا أبي.
يا شيخ إسماعيل .
انظر من ينادي الآن.
تفضل عمي صالح.
أهلا يا صالح، تفضل.
الأولاد يتضورون جوعا.
إذن هيا بنا.
كنت سأقترح هذا وخشيت أن تتهموني بالتهور.
لا عليك، لن نجلس في انتظار الموت جوعا، إن كان ولابد فلنمت رجالا.

أنت لم تكن بمفردك، من كان معك؟
تتساقط الدماء من فمه ويبدو عليه الوهن جراء التعذيب ويرد بصعوبه :لم يكن معي أحد.
من تحاول أن تحمي، سأحطم رأسك إن لم تخبرنا.
لا أحد، كنت لوحدي.
كل هذه الخسائر وكنت وحدك؟!
توفيق ربي.
فلينقذك ربك إذن. كثفوا التعذيب وإن لم يعترف أطلقوا عليه النار. هكذا أمر قائدهم.

أنت قطعة من أرضنا، تبدو ضيقا، لكنك أرحب من هذا العالم الذي لاينصر المظلوم، سمعت عنك ولكن لم أرك من قبل، كان البحر بيتي وحجرتي يحتضني آخر الليل.
مرحبا عم إسماعيل.
مرحبا سيدي.
هذا الملثم قائدنا عم إسماعيل، وسيزف إليك بشري ستسعد قلبك.
عجِّل بها يا ولدي فقلب العجوز ماعاد يحتمل.
خالد مازال حيا
الحمدلله والشكر لله يرد إسماعيل.
إنه في معسكر للعدو استطعنا تحديده، وسنعمل على تخليصه وكل من بالمعسكر من الأسري من بين أيديهم الليلة.
حيَّاكم الله أيها الأبطال، بارك الله مسعاكم. سأصحبكم أليس كذلك؟
لكن؟
أجيد ضرب النار، لن أكون عبئا عليكم.
لن تتحمل ما يجري.
علمني البحر الجلد والقوة، لايغرك البياض في شعر رأسي ووجهي ستجد أمامك شابا فتيا.
يضحك الحضور ويستجيبون له.
يسيرون مسافة لابأس بها في نفق ضيق وظهورهم محنية، ثم يتسع الطريق أمامهم ليسيروا وقد انتصبت قاماتهم ليفاجأ العم إسماعيل بسيارتين في نهاية النفق بإحداها أسلحة ورجال والأخرى بالتأكيد لهم. فرد القائد الخارطة وقسمهم إلى مجموعات وأوكل لكل مجموعة مهمة. لم يستطع إسماعيل إخفاء إعجابه بكل ما يرى.
يرجعه صوت القائد من شروده :عم إسماعيل، مازال بإمكانك البقاء والبعد عن المخاطر.
يا بني خلقنا لنواجه المخاطر، سر على بركة الله. ربت القائد على كتفه، إن شاء الله ستعود سالما وبرفقتك خالد.
وأنتم معنا يا أبنائي.

سارت السيارتان مسافة طويلة، ثم توقفتا، خلع بعضهم الأحذية وتركوها بالنفق وتسللوا ليتسلقوا التل ويهاجموا المعسكر من الخلف.طلقات نيران تأتي للعدو من الخلف لايدري مصدرها، المجموعة الثانية المكونة من رجلين تنطلق كالسهم لتضع المتفجرات فوق مركبات العدو،ليرتدا بعيدا حتى يفجر زميلهم المركبات عن بعد.

المجموعة الثالثة ومعهم العم إسماعيل تتجه تحت غطاء نيران المركبات إلى حجرة الأسري ويلحق بهم أعضاء المجموعة الثانية. يرتبك العدو الذى هوجم من الخلف والأمام ويعطي الضابط أوامره بتأمين حجرة الأسري والبحث عن المخربين – كما يسمونهم-. برغم أن أفراد المجموعة الأولى لم يكونوا شبابا فإن لياقتهم مكنتهم من العودة من حيث أتوا دون إصابات وتنفيذا للأوامر عادوا للنفق في انتظار أن ينجِّي الله الباقين.
إطلاق نار كثيف عند حجرة الأسري ليكون غطاء لتهريب خالد ومن معه من الأسري. صدق عم إسماعيل، لقد تحول لشاب قوي، شاركهم إطلاق النار،و شاركهم تحرير الأسري. تمالك نفسه من هول الحالة التي كان عليها خالد:تحمَّل يا ولدي، أنت فلسطيني، لاعدو يهزمك.
مازال المعسكر في حالة تخبط ومازالوا يفتشون عن خالد ومن أنقذونه. فوق رؤوسهم تماما يقفون. بينما الجميع داخل النفق وفي انتظارهم عربتا إسعاف تحمل خالد وبعض من أصيبوا.
تتعلق عين إسماعيل بخالد ويلهث :الحمد لله، الحمد لله.
مازلت شابا ياعم إسماعيل.
يضحك إسماعيل : رأيت بنفسك واطمأننت على مقاتلك. من الآن فصاعدا لن أخرج من هذا النفق إلا لقتال العدو.
نظر إليه القائد وقال :قبلتك معنا،لاعمر يحول بين المجاهد والدفاع عن الوطن .
سلمتم يا جبال غزة. يرد العجوز ممتنا وهو يغالب دموعه.
صفق الحضور تحية للعجوز وقصته التى رواها منتصر الفلسطيني وبدأت المناقشات حول هذا العجوز وإمكانية اشتراكه في المعارك وهل تعرض القصة لمشاكل صيادي غزة أم ماذا؟ وماذا يجمع بين عجوز منتصر وعجوز همنجواي؟ ، طال الوقت إلى أن شعر بروفيسور محمود بالتعب فاستأذن على وعد بلقاء جديد وقصة جديدة بعنوان “رجل الإسعاف “.

التعليقات مغلقة.