ضجيج… بقلم هنا سعد
جفت الدموع وصمتت الآهات وخفت ضجيج الألم وانجلى من حولى الضباب؛ لقد رأيتك ماثلًا أمامي من جديد فلعنت سئ الظنون والأوهام
يا إلهي !
أحقًا أنت؟
بربك أجبني؛
لماذا مزقوا فؤادى إذاً وقالوا اختارك اليقين الصعب منذ أعوامًا عديدة ؟
ها أنت أمامي الآن بشحمك ولحمك، ها هى تقاسيم وجهك ألمسها بيدى، وأشعر بدفء جسدك، صوتك الحنون الذي لم يغب عن مسامعى لحظة واحدة، كنت أشعر بأنفاسك هنا حولى دائمًا؛ أين كنت ؟ ولم البعد؟؟؟
آه من متطلبات الحياة المتلاحقة ولقمة العيش الكدرة التى تفرق بين المحبين
صدقني لم نعد نشتهى من ملذات الحياة إلاك
ذوبنا البعد وأضنانا الفراق ونهش افئدتنا الحنين ومزق أوصالنا الغياب
كنا نبتغي ولو دقائق معدودة تحاجينا ونحاجيك، تمسح على قلوبنا؛ فلا خوف نعاني، ولا قلق يسكننا ونسكنه
ربت على كتفي بحنانه المعهود وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة بيضاء كلون جلبابه الناصع وأخذ يبتعد شيئًا فشيئًا حتى تلاشى في الفضاء وحل محله الضباب
أغمضتُ عينايَ حتى لا تنطفئ صورته من ذاكرتي وأبت الدموع إلا أن تعيدني إلى ضجيج الحياة
التعليقات مغلقة.