معشوقتي العربية… شعر عبدالناصر عليوي العبيدي
لــغــةٌ إِذَا تُــتْلَىٰ عــلى الــجُلّاسِ
تَــشْفي الــعليلَ بــلحظةٍ كالآسي
–
هـي رُقــيةٌ للمشـتكـينَ تـلـعثمـاً
وتميمــةٌ كُتِـَبتْ على القِـرْطاسِ
–
تسمو بها الأرواحُ عِند سَمَاعها
فـتزولُ عنها لـَوثَـةُ الـوسـواسِ
–
وكــأنَّ في نُطقِِِ الحروفِ طلاوةً
كالطّيبِ إنْ خَرَجَتْ مع الأنفاسِ
–
فهي الــفريدةُ في المحاسنِِِ كلِّها
بــجمالِها سَـحَرَتْ قــلوبَ النّاسِ
–
قــد أبــهرتْ أهلَ البلاغةِ والنُّهَى
بــطــرائـفٍ ونـــوادرٍ ونِــفــاسِ
–
فإذْا استمعتَ لوَقْعِـها ولرَجْعِها
نــالــتْ مــن الآذانِ والإحــساسِ
–
يــمنيةٌ بــنتُ الــملوكِ تَــرَعْرَتْ
كــأميرةٍ فــي حــجرِ ذي نــوَّاسِ
–
حــطَّ الــمطافُ بــها بِبُرقَةِ ثَـهمَدِ
فــغـدتْ لــكلِّ الــعُرْبِ كالنّبـراسِ
–
فــتهافتَ الــشّعراءُ نحو حياضِها
كــتبوا الــقصيدَ بــقدِّها الــميَّاسِ
–
واسـتعرضَ الفرسانُ كلَّ فنونِهم
مــن قــدرةٍ و بـطولةٍ و مِــرَاسِ
–
فتَــسَلَّقَ الــضّليلُ خِــدرَ عُــنيزةٍ
ومــهلهلٌ يــغزو عــلى جــسّاسِ
–
وبــها الــشرائعُ أُكمِلَتْ وتَكَمَّلَتْ
فـي مُـحْكَمِ التنـزيـلِ كالقِسـطاسِ
–
وبها المآذنُ خاطبتْ سمْعَ الورى
وبسحرِها استغْنتْ عن الأجراسِ
–
كــالأمِّ تَـحفظُـنا وتــجمعُ شَــمْلَنا
مِــنْ نـينوى حــتى رُبَـى مَكْناسِ
–
أســفي عـلى من يستسيغُ رَطَانةً
يــســتبدلُ الــديــباجَ بــالأَحلاسِ
التعليقات مغلقة.