ذكريات محترقة.بقلم.هالةعلي ابو الذهب
أرخى الليل سدوله معلناً انتهاء يوم آخر من عمرها
لكنه ليس كأي ليل سبقه.
سحبت خيول الليل ستائره على وجه القمر فعاد
كالعرجون القديم.
لملمت ذكرياتها وانتقت أشدها ألما، أشعلتها علها تُضئ
عتمة ليلها.
على أطراف أصابعها رقصت مع تمايل خطوط
النور الواهية المنبعثة من الاحتراق الوهمي.
تمايلت وانثنت كما كانت تفعل بين يديه على رجع
ألحانه التي عزفتها حروف كلماته.
لم تكن تدري حينها أن كلماته كانت طلاسماً
كبلتها إلى جُدُرِ قلبه بخيوط من حرير العنكبوت ولا فكاك منها رغم وَهَن نسيجها.
ألقى عليها تعويذة حبه فباتت أسيرة هواه.
ترى بعينيه، تتنفس برئتيه وتبعثر من فمه السلامات.
ظنت أنها ملكت قلبه حتى أفاقت على مر الحقيقة،
لم تكن سوى زهرة في باقة أزهاره التي يتباهى بعطرها
وتنوع ألوانها.
الليلة ليست كمثيلاتها فقد استطال نصل شوكة إحدى
زهراته وانغرز في قلبه.
تحررت الزهرات وزاد لونها احمرارا من خضاب دمه.
خضبت يديها معلنة بدء طقوس الفرح.
هالة علي ابو الذهب
التعليقات مغلقة.