الإخراج الفني في النص القرآني..”حياة موسى” على شاشة القرآن.. ( 11 ).. في نسب موسى وبدء رسالته – 3.. بقلم/م.مجدي سالم
الإخراج الفني في النص القرآني..
“حياة موسى” على شاشة القرآن.. ( 11 ).. في نسب موسى وبدء رسالته – 3.. بقلم/م.مجدي سالم
بين موسى وفرعون وبني إسرائيل.. مازلنا نعيش المشاهد من سورة الأعراف..
سورة الأعراف تقطع الأحداث بومضة إيمانية على الهامش.. قبل أن تعود لإستكمال “حياة موسى”.. إن الآيات تأخذنا بإعجاز من كلمات ودعاء سيدنا موسى إلى المؤمنين أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. ثم تنتقل لتقص قصة “أصحاب السبت”.. اقرأ من الأعراف:
“وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ..
قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ…
فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) ..
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ..
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَر..ِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ..
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ..
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ..
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ..
فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) ..
…………….
وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159) ..
…. وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا….
…. وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى – إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ – أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ.. فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا.. قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ…..
…. وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ….. وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى…..
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ.. وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160) ..
………………
وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ ..
وَقُولُوا حِطَّةٌ.. وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا.. نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) ..
….. فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ.. فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)” …..
ثم تنتقل الأعراف إلى قصة “أصحاب السبت”.. والخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
” وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْر..ِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ.. إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا.. وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ.. كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)..
وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا..
قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) …
…… فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ.. وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) .. فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)……
…. وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ.. إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167) .. وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا.. مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ.. وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) ..
….. فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ.. يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى.. وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا.. وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ.. أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ.؟ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ.. وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169)..؟
وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)”..
ورفع الله جبل الطور فوق رؤوس بني إسرائيل كأنه ظله.. إيذانا بالهلاك إن هم تركوا الكتاب وراء ظهورهم أو خالفوا الميثاق الذي واثقهم به.. أو هم عصوا ربهم.. لكن هيهات..
….. ” وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ… وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171)..
وقد يلحظ القاريء أن القرآن لم يترك التسلسل الزمني لأحداث “حياة موسى”.. لكنه يختار نقطة فاصلة أو لحظة فارقة في القصة ليسرد ما تلاها من أحداث.. والمنطق فيها كأنه سرد (الأهم فالمهم) .. فإذا كان التوحيد لله سبحانه وتعالى هو الغاية.. فالتسلسل في ما كان من قوم موسى بني إسرائيل في سيناء – بعد عبورهم البحر – هو جزء هام قدمه القرآن على غيره في القصة..
نكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.