موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة قصيرة”الصامت “… حسين الجندى

974

قصة قصيرة ” الصامت

حسين الجندى

الساعة الثانية بعد الظهر…
رن جرس الباب…
فتح حسن فوجد الطارق رجلا في الخمسين من عمره…
وبرغم سخونة الجو في أغسطس فإنه يرتدي جلبابا بلديا رماديا مصنوع من الصوف المضلع الثقيل له فتحةصدر واسعة وتحته صديري مخطط له صفان من الزراير…
وعلى رأسه عمامة ملفوف حولها كوفية كالكرة…
وينتعل زوجا من البُلَغ الأجلاسيه…
يبدو عليه أثر السفر البعيد…
لم يعرفه حسن على الإطلاق…
سأله عن مطلبه فلم يكن يتوقع أبدا أن يكون أحد أقاربه!

جاءت الأم من الخلف ترحب به وتدعوه للدخول…

جلس حسن معه في الصالون…
رحب به معتذرا له عن عدم معرفته…

عرض عليه تناول الفاكهة واحتساء العصير المثلج…
سادت فترة من الصمت…

حاول أن يتعرَّف عليه أكثر…
لكن الرجل يلتزم صمتا مميتا!

أخذ يستنطقه بطرق شتى…
لكنه لا يتكلم!

فقط ينظر بعينين زائغتين يظن الناظر إليهما أنهما عمياوان…

يالها من مصيبة!!!
أيكون الرجل أبكما وأعمى؟!
قالها حسن في قراره…

لا لا إنه على الأقل مبصر فقد امتدت يده لكوب العصير ولم تخطئه…
إذن هو أبكم فقط!!!
نعم نعم هو كذلك…
ولكن سرعان ما تبين له خطأ ظنه هذه المرة أيضا…
فقد نطق الرجل بكلمة واحدة:
(ازيك)!!!
يا للهول لقد نطق أبو الهول!

ليس المهم الكم بل الأهم أنه نطق!

وعليها…
أخذ حسن يرد و يُجَوِّد :
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه…
وحضرتك كيف أخبارك؟
وما أحوال الناس عندكم في البلد؟
شرفتنا ونورتنا والبيت ازداد سعادة وووووووو…
كل هذا والرجل صامت لم يتكلم بكلمة أخرى…
أصاب الضجر حسن في مقتل!
بطاريته أوشكت على النفاد!!!
ساعة كاملة مرت ولم ينطق الرجل سوى ب (ازيك)!
مع كمية من النظرات الزائغة والتي حاول رصد اتجاهاتها فلم يفلح!

استأذنه وبالطبع لم يرد…
فخرج من الصالون ليجد أمه في المطبخ تعد الغداء للرجل…
ياللمصيبة!!!
أسيبقى مع الرجل حتى الغداء؟!
على جثتي إن جالسته دقيقة بعد الآن!!!
قالها حسن وهو يبحث عن إخوته فلم يجد منهم أحدا…
سمع صوت والده…
نعم لقد عاد من العمل…
يا مسهل…
لقد جاء الفرج…
دخل إلى حجرة والده ليخبره بأمر الضيف…
فغر الوالد فاهه!
وكأنه سمع خبرا مفجعا!
ولم يعقب…
وخلع ملابس العمل وارتدى ملابس البيت بسرعة ثم ارتمى على سريره قائلا كلمات مقتضبات:
( أنا مش موجود)!!!
وسرعان ما تصنَّع النوم!
لم يجد مفرا!
وجد أمه قد انتهت من إعداد الطعام…
دخل به للرجل وأكلا في صمت…

قام الرجل بعد شرب الشاي يطلب بالإشارة الخروج…

تهللت أسارير حسن وتنفَّس الصعداء وفتح له الباب كالبرق…
وبدون سلام ولا كلام ودَّعه على أمل ألا يرجع مرة أخرى!

بعد مرور عام ونصف تقريبا…

رن جرس الباب…
نظر حسن من العدسة السحرية والتي حرص على تركيبها من عام ونصف تقريبا!

فاتسعت حدقة عينه وكأنه رأى شبحا!
نعم إنه هو…
الرجل الصامت!
فرَّ من أمام الباب وأقسم ألا يفتح له…
دخلت الأم لتستدعي أحد الأولاد ليفتح للرجل لكنهم جميعا رفضوا بعد أن حكى لهم حسن عنه…

أما الوالد فهو نائم دائما طالما هذا الرجل موجود!

ظل الرجل يرن الجرس…
ولكن كأن الجميع أصابهم الصمم و الخرس!


التعليقات مغلقة.