موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

تقديم لنص الأستاذ محمود حمدون “عبقرية الرد”… بقلم محمد كمال سالم

211

تقديم لنص الأستاذ محمود حمدون “عبقرية الرد”… بقلم محمد كمال سالم


تزدحم الأفكار، تريد أن تتحرر مرة واحدة من صدر المبدع، يستدعي بطلته الحسناء في غرفته الماجنة السحرية، لعلها تستطيع أن تخلصه من رمادية الصورة المختلطة بالعتمة الراهنة ولا يستطيع التمسك بجميلته وتتبخر، تتركه وافكاره تتعارك، تختلط، ترتبك، تذوب كقطعة جليد بدمعة طفلة تبحث عن أمها لما خرجت وحدها من تحت ركام البيت.
تنسحب كل الأفكار كجيش مهزوم، تتضائل الكلمات وتستحي أن تراها عيون شاخصة على المشهد، دموع ودماء وتراب أسمنتي يختلط فوق الوجوه؛ محيا صبي في جمال البدر حين يكتمل، يصيح:
_كان أخي هنا والله، كان حيا هنا؛ أين ذهب؟

محمد كمال سالم، وجد عبقرية الرد عند الروائي المتصارعة معه أفكاره ومهموم بها

النص/” عبقرية الردّ “محمود حمدون

تهيأت لكتابة قصة جديدة, طقوسي لا أحيد عنها وألتزم بها حرفيًا منذ أن دخلت هذا العالم السحري قبل سنوات بعيدة, لذلك استحضرت بطلة من خيالي, كمثّال جسّدتها , ثم بلمسة من أناملي أبعث فيها حياة, فأراها أمامي, بتفاصيلها الرائعة, تمشي بدلال, فتعصف زواياها ومنحنياتها الرهيبة بتوازني.
أمسكت لوحة المفاتيح, الفكرة كانت تتداعى من ذاكرتي وعقلي, أدواتي جاهزة, مفرداتي شاخصة. غير أن الصورة تبدّدت كدخان, فتطايرت في أرجاء الغرفة. مكانها استقرت صور أخرى, امرأة على ركبتيها تنعي زوجها أو أخيها أو أبيها, غير بعيد أشلاء طفل لم يبلغ الرابعة, في الزاوية القريبة صبية تشوّهت أطرافها تصرخ فزعة, تنادي مجهولًا لن يأتي في التو, بينما الطائرات تملأ السماء, ترسل قنابلها على شعب أعزل. مدرعات تنهب الأرض, ترسل قذائفها على رؤوس الأبرياء, على رؤوس الأشهاد. أدركت أن الجميع بل العالم بأسره يعلم ويرى, غير أننا كلنا كلنا كلنا نغض الطرف
أمام المشهد تجمّدت أناملي, عفّت نفسي أي ذكرى حلوة مررت بها من قبل, لم أقو على النظر إلى شاشة حاسوبي, ولا استطعت أن أدنو من الحروف أكثر من المسافة التي تفصل بيننا.
حين تتملّكني آفة الكتابة ألقي خلف ظهري بأي خجل, لا يمنعني أي سقف. لكني تلك المرة حين أغلقت شاشة الكمبيوتر كنت على غير حالتي, لم أعرف من أنا! .
بينما من قبل كنت أظن أني أعرف نفسي حق المعرفة.. نهضت ونظرت في مرآتي, وجدتني أمام شخصين, أحدهما عاجز عن الفعل أو الكتابة, مراقب على مدار الساعة, يخاف من ظلّه, مدجّن منذ أن وُجد بهذا البلد, يفعل ما يؤمر, يخاف “مسرور” قبل سيفه, يرتعب من “الحجاج” حتى في الحلم.
آخر لا أكاد أعرفه, يشير بأصبعه ناحيتي, لولا الحاجز بيني وبينه لاخترق صدري بسبابته, ظل يصرخ في وجهي عبر زجاج المرآة, كأنه يلعن التخاذل,
خلفه فتاة يعلو وجهها غبار يخفي معظم ملامحها, زائغة العينين, بيمينها تقبض على عروسة من القماش , الأخرى تمسك بقايا كتاب مدرسي. تتساقط الدموع من عينيها كماء نار تكوي وتذيب كل جامد حولها. كان قريني والفتاة يستنجدان بي, صمتي كان أبلغ ردّ عليهما.

التعليقات مغلقة.