حوار صحفي مع فضيلة الأستاذ الدكتور/ جمعة عبد البديع…
حسين الجندى
من هو فضيلته :
هو العالم الجليل فضيلة الأستاذ الدكتور جمعة عبدالبديع من كبار علماء الأزهر الشريف…
تم تعيينه مؤخرا رئيسا لقطاع الشئون الدينية وعضو الحركة الشعبيه فى حب مصر ومشرف دينى على جريدة أخبار الحركة…
الجدير بالذكر أن فضيلة العالم الجليل تولى منصب وكيل أول الوزارة ورئيس الإدارة المركزية لمعاهد الدقهلية سابقا…
ثم تمت ترقيته بقرار من فضيلة مولانا الإمام الأكبر شيخ الأزهر إلى وكيل أول وزارة ورئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي الأزهرى على مستوى الجمهورية…
-هل هذه السيرة الذاتية صحيحة يا دكتور أم لفضيلتكم تصحيح أو إضافة؟
- نعم…
هناك أمر هام لم تذكره…
وهو أني قبل أي شيء وبعده خادم للقرآن الكريم…
-كيف حالكم فضيلة الدكتور؟
- بخير والحمد لله…
-كيف تقضي وقتكم؟
-ما بين العبادة والقراءة الخفيفة نظرا لظروف مرض عيني…
- سلمك الله من كل سوء ومكروه ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتم شفاء فضيلتكم…
- ماذا يعني لك الأزهر الشريف؟
- الأزهر حياتي وحياتي هي الأزهر…
الأزهر عيني التي أرى بها… الأزهر منارة العالم…
الأزهر عالمي…
الأزهر علَّم العالم كله..
ومهما أقول فلن أوفيه حقه - الأزهر شرفتَ به وشرف هو بك عالمنا الجليل…
- الله يبارك فيك و يسلم يذوقك…
- ما الفرق بين الأزهر قديما وحديثا؟
- هو فرق بلا شك يحس به كل أزهري وكل من يمس للأزهر بصلة…
حتى الرجل العادي…
كان الأزهر جل اهتمامه قديما بالعلوم الشرعية والعربية العقلية والفلسفية..
ولكن عندما حدث تطوير للأزهر الشريف ودخلت العلوم الحديثة كان من الواجب أن يتم الفصل بين التعليم الأزهري القديم والأزهري الحديث… - كيف يتم ذلك يا فضيلة الدكتور؟
- ناديت كثيرا وأنا رئيس للتعليم الأزهري سواءً كوكيل للوزارة أو مدير للتعليم الثانوي على مستوى الجمهورية…
أن يظل الأزهر القديم محتفظا بهيئته وطريقته وعلمه لأن الأزهر يطور نفسه… - يعني فضيلتكم ترى فصل الأزهر بعلومه الأصيلة عن العلوم الدنيوية الحياتية؟
- إذا أردنا أن يظل الأزهر يعطي رسالته العلمية الحالية كعلمي علوم…
ولكن على صعيد آخر يجب الاهتمام بطالب القسم الأدبي باعتباره امتداد لرسالة الأزهر الحقيقية في إخراج العالِم الذي يحتاج إليه العالَم…
ويظل الأزهر الشريف جامعا وجامعةً… - ولكن هذا ما يحدث الآن فضيلتكم؟!
- ولكن القسم الأدبي ليس على ما يجب أن يكون عليه…
فقد تم تعديل مناهجه وتفريغها من التراث الأصيل… - هل ترى فضيلتكم أن تنقيح المقررات والمناهج الدراسية في القسم الأدبي قد أخل برسالتها؟!
- هناك فرق بين التنقيح والحذف يا أستاذنا الفاضل…
نقِّح نعم…
أحذف الحواشي نعم…
لكن!
أحذف النصوص لا وألف لا… - يعني عدم تفريغ المادة من أصولها؟!
- نعم… فمثلا الفقه:
كيف لا يتم تدريسه على المذاهب الأربعة؟! - تخفيفا مثلا؟
- لا لا…
أين مذاهب المسلمين؟
تموت…
أين الإمام الشافعي؟!
أين الإمام أحمد؟!
والإمام مالك؟!
والإمام أبو حنيفة؟
كلهم ماتوا!
في ظل وجود الفقه الميسر!
الذي يشير فقط إلى المذاهب الفقهية في بعض المسائل…
لكننا نريد المذهب كله…
طالب الأزهر الآن صار لا يعلم شيئا عن المذاهب الفقهية!
وعندما يصل إلى الجامعة ويدرس الفقه المقارن تراه لا يفقه شيئا عن المذاهب الفقهية!
فقديما كان الأزهر يدرس بطريقة ابن خلدون حيث كان يراعي التدرج في التعليم من نعومة أظفار الطالب حتى يصل به إلى القمة…
أما الآن ومع عدم دراسة المذاهب يتخرج الداعية لا يعرف ماذا يقول ولا المعلم يعرف كيف يدرس؟!
لا يوجد معلومة حقيقية! - إذن فضيلتكم ترى أنه لابد للأزهر من عودته لتدريس المناهج الأصيلة بعد تنقيحها وجعلها تلائم وتوائم العصر الحالي ؟
- نعم خاصة في القسم الأدبي أما طلاب العلمي فيدرسون كتابا خفيفا يحافظون به على هويتهم الدينية والأزهرية…
به بعض الآداب والمعاملات والأخلاقيات… - مارأيكم في الشعبة الإسلامية؟
- هي خطوة جيدة بدأت معي وأنا وكيل وزارة لمنطقة الدقهلية الأزهرية ولكن كلياتها هي نفسها كليات القسم الأدبي!
وأرى أنها تحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل الكبير للوصول إلى المأمول… - هل ترى فضيلتكم أن التعليم الابتدائي يتميز كثيرا عن مثيله في التربية والتعليم؟!
- نعم بالقرآن الكريم…
- فقط يا دكتور!
وأتمنى على فضيلتكم أن يصل اقتراحي هذا إلى متخذي القرار في التعليم الأزهري… - تفضل…
- العفو منك يا دكتور…
- أقترح أن يكون للتعليم الأزهري صبغة خاصة مبسطة في المرحلة الابتدائية…
فمن المعروف أن الطالب سيغادرها وعمره لا يقل عن إحدى عشرة سنة…
فلك أن تتصور فضيلتكم طالبا قد مرت من عمره هذه السنون ولم يتعلم سوى مناهج التربية والتعليم والمفترض فيه أن يكون قد أتم حفظ القرآن الكريم كاملا وكم كبير من صحيح البخاري ومسلم وكتب الصحاح والمتون والأشعار والمبادئ العامة للعلوم الأزهرية…
فهذه مرحلة بكر التعليم فيها كالنقش على الحجر… - صدقت ومن هنا يتأتى التميز…
- إلام ترجع ضعف الإقبال على التعليم الأزهري؟
- إلى صعوبة التلقي من المعلمين بالتحديد!
فطالب الأزهر يجد أن كثيرا من المعلمين وليس كلهم بالطبع ضعيف أمامه! - وهل هذا الضعف في الأزهر الشريف خاصةً؟!
- لا هذا الضعف موجود في التربية والتعليم كذلك…
ولكنه يظهر بشدة في الأزهر الشريف لأن العين عليه والضوء مسلط وبشدة على مؤسساته! - إلامَ ترجع فضيلتكم ضعف المعلم الأزهري؟!
- إلى قلة الدورات…
كمية المعلومات التي تلقاها في ثانوي والكلية ضعيفة وقليلة… - ما رأي حضرتك في دورات التأهيل التربوي التي يتلقاها المعلم؟!
- لا تؤتي ثمارها!
فهي تركز على الشكل لا المضمون!
أي تسديد خانات!!!!
على أرض الواقع لايوجد أثر! - ما الكلية المنوط بها تخريج معلم العلوم الشرعية والعربية؟!
- طبعا لابد أن يكون هؤلاء المعلمون أزهريين على حق…
- هل تعلم سيدي أن هؤلاء المعلمين معظمهم من خريجي كليات أصول الدين والدعوة الإسلامية والدراسات الإسلامية واللغة العربية وهي كليات تقبل الحاصلين على أقل مجموع في الثانوية الأزهرية أو من هم لهم دور ثانٍ؟!
-نعم… ولكن هناك من يدخل تلك الكليات عن حب ورغبة!
ولكنهم للأسف قليل!
ومنهم الحاصلون على خمسين بالمائة ولكنه يعمل على إصلاح نفسه والارتقاء بها…
ومنهم للأسف من يصلي بالناس ويقرأ :
( إلاهكم التكاثر…)ويقصد (ألهاكم التكاثر)
والأمثلة على ذلك كثيرة!
- وماذا أيضا؟
- عدم الإعداد الجيد للطالب بالمنهج الملائم كما أشرنا سالفا…
وأيضا صعوبة الامتحانات…
و تسليط الضوء سلبا على الأزهر الشريف وتجاهل إيجابياته!
وأن الحرب على الأزهر الشريف هي حرب على الإسلام في عقر داره!!!
لأن الأزهر الشريف هو حصن حصين للإسلام…
هو حمى حمى الإسلام…
هو المنبر السني والوسطي للإسلام…
هو منبر المدافع عن الإسلام في كل مكان… - ومن وجهة نظر فضيلتكم هل الحل هو دمج التعليم الأزهري مع التعليم العام؟
- هذا لايمكن!
يمكن إلغاء فصل لعدم الكثافة أو دمج المعاهد في بعضها…
لكن الدمج مع التربية والتعليم لا يمكن!!!
الأزهر ومنشآته ملك له وحده هو الوحيد الذي له حق التصرف فيها كيفا شاء! - لوأصبحتم شيخ الأزهر الشريف بعد عمر مديد لفضيلة الإمام الأكبر…
فما أول قرارات ستصدرها فضيلتكم؟ - حفظ الله إمامنا فضيلة الدكتور أحمد الطيب وجعله ذخرا للإسلام والمسلمين وأعان فضيلته على أداء تلك الرسالة السامية…
وأنا لست أهلا لها…
ولكن يمكن العمل على:
تنقية المناهج وعودتها إلى الأصول واختيار الكوادر القيادية التي تسوي في المعاملة بين قيادي التعليم الثانوي والجامعي…
أن يكون جميع قيادات الأزهر ممن تربوا وشربوا من معين الأزهر الشريف… - علمت أن فضيلتكم تشرف برؤية النبي صلى الله عليه وسلم فهلَّا ترطب أسماعنا بروحانية تلك الرؤية…
- أرجو منك أن تجعل تلك الرؤيا بيني وبين الله عزوجل فأنا أريد أن ألقاه بها لا يعلم عنها أحد…
ولكن ما يمكنني قوله:
أنني أحس بسيدنا النبي في كل لحظة!
سعدت بالحوار الكريم مع فضيلتكم وأرجو ألا أكون قد أثقلت على فضيلتكم…
وكلماتك من نور وذهب…
- تحت أمرك في أي وقت…
- العفو منك سيدي فهذا من شيم الكرام.
- حوار صحفي بسن القلم
- حسين الجندى
التعليقات مغلقة.