موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

ذكريات …شعر مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

280

ذكريات 


شعر / مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي


أبتْ تلكَ المنازلُ أنْ تخونا….وظلَّتْ تبعثُ الشوقَ الدفينا
منازلُ والدي وديارُ جدِّي….وجيرانٍ لنا في الطيبينا
فأمستْ من رؤاها العينُ تَهْمِي….بدمعٍ شابهَ الغيثَ الهتونا
أعادتْ للفتى ذِكرى التصابي…وقطَّعتْ الفؤادَ بنا شجونا
منازلُ خالياتٌ غيرَ أنِّي…..وجدتُ بدفئِها حُضْناً حنونا
ولمْ أنْسَ بها عيشاً رغيداً….وكم فيها المسرَّةَ قد لقينا


وفيها والدي شهمُ البرايا….وبسمتُهُ سعتْ بلدي الهجينا
وينصحُ للغريبِ وللقريبِ…..ولم يغدرْ بحيٍّ ما حيينا
ويسمعُ للصغيرِ وللكبيرِ….ويعشقُ ثلَّةً مُستضعفينا
ولم يكذبْ بها ما دامَ حيَّاً….ولم يعهدْ لهُ كذباً هلونا
وما خانَ امرأً .ما قالَ مَيْناً….ولمْ يغتبْ ولم يفتنْ يقينا
وإنْ نغضبْ على شخصٍ يقولُ….دعونا لا نُخاصمُ مَنْ يلينا
ولمْ يظلمْ لمرءٍ في الحياةِ….ولم يقبلْ سوى الإنصافِ دينا
ويألفُ من يرى في أيِّ أرضٍ…..وبسمتُهُ علتْ منهُ الجبينا
ولم يحيَ بها فظَّاً غليظا…..ولكنْ قولَهُ قد فاضَ لينا
وما عِيبَتْ لهُ يوماً فعالٌ…..ولم يفعلْ بذي الدنيا المشينا


وأُمِّي من بني زهرانَ أسخى……نساءَ الأرضِ بينَ الحاضرينا
وقد ربَّتْ لجيلٍ بعدَ جيلٍ…..وكم نمَّتء بنا خُلُقاً متينا
لها بينَ العبادِ لسانُ صِدْقٍ…..وزدنا بفضلِها فخراً مُبينا
وكم دفعتنا للعلمِ تباعاً……فامسينا بهِ مُستمسكينا
وكم حثتْ على نيلِ العلومِ……فكنَّا لنيلِها مُتحمسينا
وكنَّا سبعةً برقابِ بعضٍ…..نذاكرُ حولَهَا مُتجمِّعينا
وإنْ كانتْ جبالُ الأرضِ همَّاً…..فمنها القولُ يأتيني مُعينا
وإنْ ترني قُبيلَ القولِ تفهم…..لما أضناني في هذي السنينا


بنو عبدالعليمِ بنا يقومُ……فخارُ القومِ من سكنوا الهجينا
ومفخرُ عصبتي وجميعِ قومي…..وعشنا بالفخارِ مُتوَّجينا
ولم نخذلْ لمن يرجو ندانا…..وإنْ نُنْدبْ نُرَ مُتسابقينا
عوائدُنا تربَّينا عليها…..وكم نرعى العوائدَ طامحينا
نجودُ بروحِنا والروحُ أغلى…..وأنفسُ ما يجودُ الأجودونا
(ونكرمُ جارنا ما دامَ فينا)…..ونُتبعُهُ الكرامةَ واهبينا
ونفرحُ للأحبَّةِ أنْ يُسرُّوا…..ونأسى أنْ يُصابَ الطيبونا
نُشمِّتُ عاطساً نهبُ النصيحة…..نُلبِّي من دعانا مُهرولينا
ولم نتركْ لخلٍّ في مُصيبة…..نُؤازرُ خلَّنا والأقربينا
وما كانتْ لنا أخلاقُ زورٍ…..ولم نكذبْ وما خُنَّا الأمينا
ولم نأتِ الفواحشَ ما حيينا…..ولم نُكْسَ بها خِزْياً وهونا
ولم نشمتْ إذا ضرٌّ ألمَّ……بأعداءٍ لنا مُتربصينا
ولم نحقدْ ولم نحسدْ لحيٍّ…..على فضلِ الإلهِ مُغيَّبينا
ولم نجزعْ لحادثةِ الليالي…..ونُذعنُ للإلهِ مُسلِّمينا
تأسينا بأهلِ الفضلِ طُرَّاً….ولازلنا بِهِم متأسينا
وقد طبنا لدى الأحياءِ ذِكْراً……ونأملُ أنْ نظلَّ مُطيَّبينا
ونضربُ في فجاجِ الأرضِ نسعى…..وكنَّا بالقناعةِ مُعْلَمِينَا
ونُغمضُ عيننا عن كلِّ عيبٍ…..وإنْ تبدُ المعايبُ قد عُمينا
وبسمتُنا تلازِمُنا فإنَّا……جُبلْنا على الرضى مُتبسِّمينا
وإنْ نزلَ البلاءُ بأيِّ قومٍ……فديناهم بأنفسِنا يقينا
تحلَّينا بآدابٍ كبارٍ…..وألْبسْنا بها تاجاً ثمينا


ديارُ الغاليينَ لها وفاءٌ….وتجزعُ أنْ ترانا ذاهبينا
تُؤنبنا على هجرٍ تقولُ…..أهِنَّا عليكمو هذي السنينا
وإنْ هِنَّا فما هِنتم علينا…..وإنْ غبتم غدونا مُشوَّقينا
منازلَ والدي وديارَ جدِّي….بعثتي بقلبِنا شوقاً دفينا
وأنَّبتِ فؤادَ المرءِ لمَّا….ذكرتِ العهدَ ما يوماً نسينا
صمدتِ في الشدائدِ يادياري…..ولا زلنا بسيرٍ مُدْلجِنا
بيوتٌ شامخاتٌ في اتساعٍ…..ملاعبُها سعتْ للناشئينا
وكم رمحتْ خيولُ العزِّ فيها……وكم كنا بها متسابقينا
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

التعليقات مغلقة.