موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في رحاب الريشة والقلم ..ولقاء مع الفنان التشكيلي المبدع الأستاذ أيمن طاهر بقلم د. خالد العجماوي

434

في رحاب الريشة والقلم ..ولقاء مع الفنان التشكيلي المبدع الأستاذ أيمن طاهر بقلم د. خالد العجماوي

الفنان التشكيلي المبدع أيمن طاهر، ابن الفنان العالمي صلاح طاهر..تلميذ عباس محمود العقاد، وصديق الأدباء الكبار في زمن الفنان الجميل..


في تمام السادسة مساء كبست على جرس الباب. فتح باب فيلته وعلى وجهه ابتسامته الصافية التي رأيتها في الصور والمواقع، وقال مرحبا:

أهلا دكتور.. أقدر الرجل الذي يحترم مواعيده..
ابتسمت له في ود حقيقي، وقلت وأنا أشير إلى ساعتي:

في الموعد تماما..بالدقيقة والثانية..

أحكم على الناس من مواعيدهم..

توقعت هذا..لذلك لم أتقدم أو أتأخر دقيقة!
ضحكنا، ودخلت إلى صالة الاستقبال بعد إشارة ترحيب. لم يبد الرجل دهشة أو استغرابا لمجيئي. كأنه تعود على استقبال المعجبين والمريدين، سواء له ولفنه، أو لعبقرية وتاريخ أبيه صلاح طاهر. عرفته بنفسي في كلمات قلائل، ثم أخبرته أني وددت القدوم كي أتعرف أكثر على صلاح طاهر الإنسان، وعن إمكانية الحصول على شيء من مذكراته أو ما شابه. أخبرته أني قرأت في إحدى المقالات الصحفية أن له مفكرة باسمه، وأنه كان يدون يومياته. وأني بحثت كثيرا في المواقع فلم أجد لها أثرا؛ فجئت طامعا في الحصول على أي شيء منها. ابتسم الرجل، وسألني إن كان لي علاقة بالفن التشكيلي، فأجبته أني لست عارفا بفنون الرسم ومدارسه، غير أني أعرف علاقة الرجل بالكاتب العملاق عباس محمود العقاد، كما أن الرسم والأدب صنفان من صنوف الفن وتراث الإنسان. ابتسم مجددا، وأجابني:

لم يكن العقاد وحده..كان أبي صديقا للحكيم، ونجيب محفوظ، وكثيرين..بل إن محفوظ كان من افتتح لي معرضي الخاص..

عرفت صداقته بالعقاد من خلال كتاب أنيس منصور ..
هز رأسه متفهما وقال:

بالمناسبة العقاد هو من أسماني أيمن.
-صحيح؟!
ضحك، وهو يصحبني إلى الاستديو الخاص به:

أراد أن يسميني جزيل.

جزيل؟!

نعم..ولكن أبي رفض!

اسم صعب، وغير متداول..
ضحك وهو يقول:

كان العقاد صعب المراس، ولكنهما اتفقا على أيمن في الأخير..

احمد ربنا أستاذ أيمن إنها جت على كده..
دلفت إلى مرسمه الخاص داخل فيلته..أكوام من اللوحات..ألوان وأشكال..بورتريهات وصور تجريدية..لا تحمل معنى ظاهرا، ولكنها تحوي آلاف المشاعر والاحتمالات!

أستاذ أيمن.. لديك إنتاج غزير كذلك..
تنهد وهو يفكر قليلا..قال:

نشأت على الرسم..كنت أرسم طوال يومي..كأني أتنفس..ثم توقفت زمنا..

لم؟

كل من رأى لوحاتي وجدها من مدرسة صلاح طاهر..كنت أشعر أني مجرد صورة له وقتها..قررت التمرد والخروج من عباءته.

كيف؟

قررت أن أفعل شيئا لا يعرفه هو..كان أبي لا يعرف العوم..فقررت أن أتعلم الغطس.

قرار جريء..

صرت غطاسا محترفا..لذلك فإن عملي الأساسي في شرم الشيخ..
بدا عليّ التعجب قليلا، أضاف:

أنا من تسلم شواطيء شرم من الhyود بعد جلائهم. احترفت التصوير الفوتوغرافي في البحار..حصلت على جوائز عديدة من بلدان مختلفة في هذا المجال..
أعطاني بعض الصور..كأنها صور مرسومة بيد مبدع فنان..الألوان مع ظل الماء مع إحساس الحركة رغم السكون..سألته:

ورجعت إلى الرسم؟

نعم..هو حياتي..أقمت معرضا مشتركا مع أبي قبيل وفاته، وعدت إلى الرسم من جديد..
لمحت لوحة أعجبتني، ابتسم وقال إنها له، ثم أشار إلى بعض اللوحات وقال إنها من إبداع الوالد..استأذنته في التصوير فرحب..وأرشدني إلى اللوحات المائزة. جلسنا كي نستكمل حوارنا..سألته:

كان الأستاذ ملاكما..استغربت الأمر..

بيكاسو كان يملك جسد مصارع..وكان جوجان مصارعا كذلك..الأمر لا يدعو إلى التعجب صدقني..

اليد التي تضرب وتبطش..تمسك بالريشة وترسم!

هكذا الإنسان!

بالمناسبة..ما شدني إلى الوالد هو هذا الثراء الموجود في حياته. – – – – قرأت أنه كان ملما بالفلسفة.

كان قارئا لها، كما كان يمتلك حسا صوفيا فريدا..

قرأت أنه كان يؤمن بالقوة ..فلسفة نيتشه..

نعم..كان يرى أن القوة هي الضامن لأي شيء كي يستمر..وكان مقداما جريئا في قراراته الخاصة..وهو ما كلفه علاقته بالعقاد حينئذ..

وضح من فضلك..

كان العقاد يراه رافدا هاما من روافد الفن..استمر ذلك طوال انتمائه إلى المدرسة الكلاسيكية القديمة، حيث يرسم البورتيريهات والمناظر الطبيعية بدقة..ثم إنه قرر التمرد بعد أن سافر إلى الغرب وتعرف على مدرسة التجريد..كان ضدها في باديء أمره، ولكنه تحول فأصبح أسطونا من أساطينها..لم يرض العقاد عن قراره فحدث الشقاق بينهما..ورأى العقاد أن صلاح طاهر قد انتهى..
تذكرت ما قرأت حول العقاد الإنسان، وكيف أنه أحب امرأة تصغره بثلاثين عاما ولكنها فضلت أضواء السينما على أن تكون زوجته..ابتسم الرجل وأجابني:

كانت ممثلة جميلة..أحبها الرجل وضعف أمامها، ثم إنه تألم حين فضلت حياة الأضواء والشهرة..

كان العقاد يتألم مثلنا من حب امرأة!

أ لم يكن رجلا؟

ظننته أعقل من هذا..
قال لي:

شوف..الفنانين دول يا يغرقوا في حب الستات يا إما بيكونوا ش###..
قالها وضحك، وضحكت معه بعفوية..وتذكرت تولستوي وعذابه، وديستوفيسكي كذلك، وحتى عذابات نابليون الديكتاتور مع زوجته جوزفين. كأن عذابات الرجال من النساء ينبوع كل فن ومصدر الإلهام!
وقعت عيناي على لوحاته التي عرف بها طبقا للمدرسة التجريدية..تلك اللوحات التي تضم عبر أشكالها وألوانها لفظ الضمير (هو)..أمسكت في يدي إحدى لوحات (هو)..تأملتها لحظات..كأن الدنيا بكل ما فيها من أشياء حتى لو بسيطة تنطق بجلاء أن سرها الأعظم هو الله..سألته عن إحداهن وإذا كان لها تفسير خاص. قال باهتمام:

ليس من الصواب أن يفسر الفنان لوحة ما..بل يجب أن يرى فيها المتلقي ما يكون في صدره وما يشاهده، دون تدخل من الفنان ذاته..

نعم..هو كذلك..حتى في الأدب..في القصة والرواية..

بالمناسبة..كان أبي يعكف على كتابة رواية ولكنه لم يكملها..


سألته في شغف:

صحيح؟! هل أستطيع أن أرى مسودة لها؟

صدقني ليست معي الآن..ولكن أعدك أن أبحث عنها وأن أتصل بك فور أن أجدها.
قلت:

سعيد جدا بحواري معك يا فنان..
قلتها وأنا أهم بالانصراف، فأجابني:

بل سعدت أنا أكثر.. وأرجو ألا يكون هذا آخر لقاء..نحتاج إلى لقاءات أخرى كي تحصل على المزيد من قصاقيص المفكرات الخاصة بالوالد..

بالتأكيد سيدوم التواصل بإذن الله..
قام من جلسته، وأهداني كتابا كبيرا ذا جلدة بنية سميكة وأنيقة مكتوب عليها “صلاح طاهر”..كأنه عرف أن أثمن الهدايا عندي وأجملها هي كتاب أنيق وهام.
كان الحوار قد امتد قرابة الثلاث ساعات، عرفت فيها رجلا مبدعا جميلا، عاصر أيام الفن الخالص الأنيق..وشاهدت صورا لصلاح طاهر مع الحكيم وإدريس والسباعي والعقاد وحتى أم كلثوم، كما شاهدت بعض الصور العائلية المفعمة بالدفء والبهجة.
قمت من مجلسه مودعا، وأنا ممسك بالكتاب ممتنا، على وعد بلقاء جديد..

التعليقات مغلقة.