لقاح كوفيد 19.. من الالف الي الياء 2 بقلم د. مصطفى محمدي
ماهي فكره التطعيم بصفه عامه .. وماذا عن لقاح الكوفيد 19 تحديدا ؟؟؟
تقوم فكرة التطعيم علي محاكاة العدوي الفعليه أو تقليد ما يحدث بها دون مشهد احداث المرض ذاته أو ظهور أعراضه اي تستهدف فقط تحفيز جهاز المناعه علي انتاج الاجسام المضاده دون احداث المرض ذاته .. فكيف يتم ذلك وهو ما يعرف بإنتاج اللقاح
فيما يخص لقاح الكوفيد 19 فهناك 4 طرق يسلكها العلماء للوصول للقاح له
اولا الفيروس كاملا whole virus vaccine
وهي طريقه تقليديه قديمه وفيها يستخدم مسبب المرض كليا ولكن بعد إخضاعه لمعالجه معينه يتم بها افقاده القدره علي احداث المرض في الوقت الذي يحتفظ فيه بقدرته علي تحفيز جهاز المناعه
فإما أن يتعرض هذا المسبب للتعطيل inactivation أو ما يعرف مجازا بالقتل killing باحدي الطرق كالحراره وفي هذه الحاله يكون لدينا مسبب مرض كاملا ميت فيما يعرف باللقاح الميت أو المعطل inactivated vaccine
واما ان نعرضه لطريقه معالجه أخري توهنه أو تضعفه أو تفقده القدره علي أن يسبب المرض Reduction of virulence وفي هذه الحاله يكون لدينا فيروس كامل موهن أو مضعف أو مسلوب القدره attenuated فيما يعرف باللقاح الحي live attenuated vaccine
والان اصبح لدينا نوعين من اللقاحات سواء اللقاح الكامل الحي أو اللقاح الكامل الميت واتفقنا أنهما في الحالتين فقدا قدرتهما علي احداث المرض في الوقت الذي احتفظا فيه بقدرتهما علي تحفيز جهاز المناعه لإنتاج الاجسام المضاده ضد ذات المرض.
وهناك 7 شركات تستخدم هذه الطريقه حاليا لإنتاج لقاح الكوفيد 19
وضمن الشركات التي تستخدم هذه الطريقه التقليديه هي شركة سينوفارم الصينيه والتي أنتجت لقاح من فيروس كورونا المعطل ( inactivated or killed) وهو اللقاح الذي حصلت مصر علي حصه منه
ثانيا البروتين الفرعي protein subunit vaccine
وفيها يستخدم جزء من الفيروس غالبا البروتين الذي يتعرف من خلاله جهاز المناعه علي مسبب المرض immunogenic part وفي هذه الحاله لدينا لقاح جزيئي subunit من جزء معين من مسبب المرض فحتما لن يتمكن من أحداث المرض أو إظهار اعراضه لانه مجرد جزء فقط قادر علي تحفيز جهاز المناعه
وهناك 14 شركه تستخدم هذه الطريقه في محاولة الوصول للقاح الكوفيد 19
ثالثا ناقل الفيروس Viral vector vaccine
وهذه الطريقه يتم فيها نقل الشفره الجينيه للفيروس( التعليمات الوراثيه ) الي الخليه عن طريق تحميلها علي فيروس اخر vector غالبا ما يكون هذا الفيروس معروف عنه عدم أحداثه لأضرار ملحوظه (مثل الفيروس الغدي Adenovirus المسبب لنزلات البرد ) فعند وصول هذه التعليمات الوراثيه لداخل الخليه محمله علي الفيروس الغدي تدفع الريبوسوم الخاص بالخليه الي انتاج بروتين الفيروس ومن ثما عمل نسخ منه او من بروتين الزوائد السطحيه (spike) والتي من خلالها يتعرف جهاز المناعه علي الفيروس وتبدء الاستجابه المناعيه . ومما يعيب هذه الطريقه ويقلل من كفاءة اللقاحات التي تنتج بها هو احتمال تمتع الكثير من الأشخاص بوقايه ضد الفيروس الناقل لتعرضهم لنزلات برد عديده فيما قبل مماقد لايمكن الفيروس من إدخال التعليمات الوراثيه الي داخل الخليه فلا تحدث الاستجابه المناعيه أو تكون استجابه ضعيفه
وهناك 13 شركه تستخدم هذه الطريقه في سبيل الوصول للقاح للكوفيد 19
ومن الشركات التي تستخدم هذه التقنيه استرازينيكا مع جامعة أكسفورد
رابعا الحامض النووي Nucleic acid vaccines
وهي التقنيه الاحدث في عالم اللقاحات وهي الطريقه التي تستخدم فيها الشفره الجينيه لمسبب المرض نفسه mRNA والتي يمكن توفيرها والحصول عليها بطريقه صناعيه synthetic وعند ادخالها الي الخليه البشريه فهذه الشفره توجه جهاز انتاج البروتين في الخليه Riposome نحو انتاج بروتين الفيروس لعمل نسخ منه داخل الخليه ولكن دون الدخول او السيطره علي نواة الخليه أو التعامل مع الماده الوراثيه الخاصه بها لذا عندما تشعر الخليه بانحراف الريبوسوم في اتجاه نسخ عدد من الفيروس تسرع في طرد جزيئات الفيروس الي خارجها فيتعرف عليها جهاز المناعه وتحدث الاستجابه المناعيه مع ملاحظه مهمه جدا وهي التأكيد علي أن سلاسل الحامض النووي mRNA التي أدخلت الي الخليه البشريه تحمل شفرة جينيه أو معلومات وراثيه لآليه انتاج البروتين مع ملاحظة
اولا شفره صناعيه رخيصه التكلفه حيث أن الجزء المحفز لجهاز المناعه ينتج داخل الخليه
ثانيا لا تتعامل ولا تتفاعل مع نواة الخليه أو الحامض النووي أو الماده الجينيه الخاصه بها
ثالثا لا تتسبب في تلف الخلايا محدثة المرض أو أعراضه
رابعا مع خروج جزيئات الفيروس المستنسخه داخل الخليه يتعامل معها جهاز المناعه ويخرج لها الاجسام المضاده الخاصه بها محققا الوقايه إذا ما تعرض الجسم فيما بعد للعدوي الفعليه .
هناك 13 شركه تستخدم هذه التقنيه الحديثه في محاوله الوصول للقاح للكوفيد 19
ضمن الشركات التي تستخدم هذه الطريقه شركة فايزر ومودرنا الامريكيه
لكل نوع من أنواع اللقاحات التي ذكرت مميزاته وعيوبه فيما يتعلق بقوة الاستجابه المناعيه المترتبه عليه وعدد الجرعات اللازمه لكل منهم لاحداث الاستجابه المناعيه الكافيه لتحقيق الوقايه وايضا
فيما يتعلق بما قد يحدثه من مخاطر علي الجسم بداية من أحداث أعراض المرض ذاته وهو ما اوضحناه سالفا مع كل نوع واثبتنا بأن الفكره الاساسيه في كل نوع من اللقاحات تقوم بالأساس علي افقاده القدره علي احداث المرض
مع بعض التحفظ علي نوع واحد وهو اللقاح الكامل الحي live attenuated vaccine عندما يحقن في أشخاص في ظروف صحيه معينه كاصحاب المناعه الضعيفه أو من يتلقون ادويه مثبطه للجهاز المناعي أو من خضعوا لعمليات زرع أعضاء خلال فتره معينه من عملية الزرع
🏷️وفيما عدا ذلك فإن جميع اللقاحات وعبر عصور الزمن الطويله لم تثبت دراسه معينه او بحث علمي معتبر تسجيل لقاح ما كسبب مباشر لمرض خطير أو يرقي لمستوي خطوره يترتب عليه الامتناع أو الدعوه الي عدم تلقيه
وكغيره من المركبات الصيدلانيه سواء الكيميائيه أو البيولوجيه وبما قد يحتويه اللقاح من مواد تدخل ضمن تركيبه قد تحدث بعض المضاعفات المتعارف عليها والتي لم تخرج عن نطاق المتوقع والبسيط والتي غالبا لا تتعدي
الالم في مكان الحقن – الاحمرار – التورم وقد يصاحب ذلك ارتفاع طفيف في درجة الحرارة وقد تحدث بعض اللقاحات أعراض أخري كالصداع والم بالعضلات والشعور بالارهاق ولكن كلها أعراض مؤقته سريعا ما تختفي دون الحاجه لاي تدخل
فضلا عن أن بعض اللقاحات قد تحدث أعراض تشبه أعراض المرض نفسه ولكنها تكون في أغلب الأحوال بسيطه جدا لا ترقي لمستوي الامتناع عنها
المخاوف المتعلقه بلقاح الكوفيد 19
التعليقات مغلقة.