نوستالچيا الفن لمحمد كمال سالم : “هل رأى الحب سكارى” و السيدة أم كلثوم

نوستالچيا الفن لمحمد كمال سالم : “هل رأى الحب سكارى” و السيدة أم كلثوم

بادئ بدء، الفيديو المصاحب للحلقة من إعداد وإخراج مجدي محمد كمال(ابني) ولأنه عاصر جزء من القصة وصاحبني أنا وصاحبي الذي أحكي عنه والذي رحل عن دنيانا، لهذا خرج الفيديو بهذه الحالة!!
فلا يفوتكم

نوستالچيا الفن و…
“هل رأى الحب سكارى”

نعم هي ولا أحد غيرها/ سيدة العالم العربي بلا شريك؛ولو حتى من قريب على سبيل المنافسة، رغم رحيلها منذ ما يقرب من خمسين عاما!!
هي السيدة أم كلثوم التي ماتت وأنا لم أبلغ الحُلم ١٩٧٥م
ورغم هذا لن ألجأ إلى جوجل في الحديث عنها، أستطيع أن أكتب فيها كتابا من وحي الذاكرة ومن عمق ما شكلته في وجداننا.
تبدو ثقيلة على قلوبنا ونحن صغار، ونستنكر إعجاب أهلينا بها وهي تملأ الدنيا صخبا وتكرارا، ثم نكبر وهي مازالت باقية تشدو، ثم نكبر، ننتبه للكلمات وعمق الإحساس، نغرق، تأخذ بأيدينا لتغرقنا أكثر، تعلمنا”الحب كده” نتعلم ونلتمس منها المزيد “هو صحيح الهوى غلاب؟!” ؛ فنذهب معها إلى حيث لا رجعة، وإذا سألناها الرجوع قالت: “قول للزمان ارجع يا زمان”.

عندما جاءت غريبة من بلدتها (طماي الزهايرةالسنبلاوين) في جنح الليل في صحبة أبيها المنشد الذي علمها الإنشاد في حب رسول اللهصلى الله عليه وسلم_ لابن الفارض، وابن عربيولغيرهم من جهابذة الشعر الفصيح الصحيح
جاءوا يبحثون عن منطقة في قلب العتبة الخضراء تسمى (كوم الشيخ سلامة) حيث أستاذها وحبيبها الشيخ “أبو العلا محمد” الذي اعتبرته أم كلثوم أبو المزيكا المصرية الخالصة الذي لن يتكرر.

هل كانت تعلم هذه الصبية، أنها ستكون الأشهر في العالم العربي من المحيط إلى الخليج، هل كانت تعلم أنها ستسمع الدنيا ويسمع بها وتصبح من أهم الشخصيات المؤثرة في العالم؟!

صبية غريبة يملؤها الشغف ويعبث بها الحلم وأضواء الشهرة في القاهرة، ثم فتاة فتية تختطفها كاميرات السينما لتقوم بأدوار البطولة أمام أعظم وأشهر نجوم السينما العربية:”أنور وجدي”،”حسين صدقي”،”محسن سرحان”.
ينصهر في بوتقتها ويذوب في إبداعها ملحنو وشعراء عصرها
“زكريا أحمد”،”محمد
القصبجي”،”رياض السنباطي”، “محمد عبد الوهاب”،”بليغ حمدي”، أحمد رامي”،”عبد الوهاب محمد”وغيرهم

نكبر نحن تتوهج ،هي تتفوق على نفسها، وتصبح لنا النبراس والمنهج الواضح للحب العذري العفيف، ونكبر وننضج فتسبقنا وتكون لنا الداعية وتشدنا إلى باب التوبة منشدة: غريب على باب الرجاء”للعظيم طاهر أبو فاشا”
:”أحبك حبين”، “نهج البردة”،
“ولد الهدى” لأمير الشعراء.
يذوب في عشقها المواطن العربي من المحيط إلى الخليج وقد أصبحت كأس سكرتهم ونشوتهم والاستراحة والواحة التي تتجدد مع مطلع كل هلال جديد.

تفنى لرسالتها وتضحي من أجل أسرتها، عائلتها وطنها، رحلات مكوكية من أجل السلاح لوطن منكوب؛
( المجهود الحربي)
يدق القدر طرقات النهاية.

وإذا الدنيا كما نعرفها؛ وإذا الأحباب كل في طريق.
إلى حلقة جديدة
بإذن الله.

شاهد الفيديو :