موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإخراج الفني في النص القرآني..في النص المتجدد.. “حياة موسى” على شاشة القرآن.. ( 2 )بقلم/ مجدي سالم

73

في سيدنا موسى وعجل بني إسرائيل..
كثيرا ما تغرق في مقعدك في صالة العرض.. تائها في حيرة تتهم عقلك.. تكاد لا تفهم شبئا مما يدور على الشاشة .. فالمقاطع قصيرة سريعة أحيانا وبطيئة أحيانا.. إما هي صامتة أو مصحوبة بأصوات قد لا تكون مفهومة.. وربما يمر وقت طويل من العرض وأنت على هذا الحال.. أحداث تتلاحق لأناس مختلفة أو لهم ذاتهم لكن بلا ترابط.. ثم تبدأ العقد في التفكك ويبدأ عقلك في ربط الأحداث ببعضها من جديد.. وربما تأتي الخاتمة مفتوحة لتختار أنت كمشاهد النهاية التي تروقك أو تجدها ملائمة للمنطق عندك..
من أين تعلم المخرج المعاصر هذه التقنية وهذا الأسلوب في الإخراج.؟

مازالت آيات القرآن تنير لنا جانبا في ذات اللحظات الفارقة من قصة موسى.. أين البداية مع عجل بني إسرائيل.. فنجد الآية من سورة الأعراف والتي جاء فيها ذكر إتخاذهم العجل .. تضيء لنا زاوية بلقطة جديدة.. إن الراوي هنا يقوم بتقديم الأحداث.. اقرأ من سورة الأعراف..
” وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا..

قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)..
وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا..

قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ..
وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ..

قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)..

قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)..
إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (153)
وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)”
أنظر.. إن الآيات لم تأت بتفصيل بداية الحدث لكنها أضاءت زاوية في حدث مهم جديد.. إن موسى قد عاد بألواح كتب الله له فيها من الآيات والوصايا.. وأراد سبحانه أن يستنسخها ويتدارسها بنو إسرائيل..
هل كانت هذه جزءا من التوراة.. هل كانت “الوصايا العشر”.. لابد أن تبحث من جديد.. إنه القرآن….
كما إن الأعراف تعرض هنا لمشاهد لمصير من اتخذوا العجل إلها من دون الله في الحياة الدنيا..
إن كل مؤمن ومن هو على يقين بالله ربا يعرف معنى أن يعيش الإنسان حياته – طالت أو قصرت –في ضيق غضب الله بدلا من أن يعيش رغدا في كنفه.. إنه يعيش في ذل وهوان في الدنيا.. فأين سيأتي القرآن بمصيرهم في الآخرة.؟ لابد أن تتعلم كمشاهد فطن أن الإجابة لابد أن تأتيك.. في نهر القرآن..

وربما أردت أن تعرف متى بدأ بنو إسرائيل إتخاذ العجل إلها.. وما هي تفاصيل بداية القصة.. كيف سرق بنو إسرائيل حلي أهل مصر وادعوا أنهم (حُمِلوها).. ثم ما كان مع شخصية السامري الجاني.. فعليك المضي في آيات القرآن.. فستجد ضالتك في سورة طه.. لكن في طي مشاهد جديدة.. أي أن السورة ستجيبك على هذا التساؤل لكنها ستبدأ معك مشاهد جديدة وأسئلة جديدة.. إن الحوار هنا يقوم بتقديم الأحداث.. سبحان الراوي:

” وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83).؟

قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)..

قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85)..
فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا.. .. ..

قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86).؟

قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) .. .. .. فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ..

فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)
أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89)..

وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)..

قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91)…..} فاصل زمني.. إلتفات بلاغي..{

قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93).؟

قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)..

قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95).؟

قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)

قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ.. وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ.. وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) ..
إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98)”… ..
هكذا هم بني إسرائيل على مدار الرواية.. على مدار القرآن.. أوعلى مدار الزمان.. حتى يومنا هذا..

إن إحتيال بني إسرائيل على جيرانهم المصريين وسرقة ذهبهم ثم اتخاذهم العجل إله هو حدث جلل وقد جرى متأخرا في الرواية.. في “حياة موسى”.. لكن شاء الله أن يشير إليه من بداية سورة البقرة.. وأن يأتي بقلب الحدث مرة في سورة الأعراف.. في بدايات القرآن.. أما عن السامري وهو الشخصية الرئيسية في الموقف فلا يأتي تفصيله إلا في سورة طه التي تتوسط الكتاب الكريم..

إن القاريء قد لا يحتاج أن يعود إلى كتب التفسير حتى يستوعب تفاصيل المواقف التي تنتقل فيها الكاميرات في رشاقة.. ثم تتوقف فتشعر أنك أصبحت أم خشبة المسرح.. هكذا تعلم المخرج المعاصر أن يقدم للمشاهد في المسرح مشاهد بكاميرات السينما.. أو أن تصبح الشاشة ثابتة كخشبة المسرح..

التعليقات مغلقة.