موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

النداء… زين ممدوح

212

النداء

بقلم زين ممدوح

يجلس بجوار الشرفه المطلة على الشارع الرئيسى ،فى ساعة الظهيرة،يقرأ جريدته،مع فنجان القهوة المظبوط،هى عادته اليومية،التى يحرص عليها عادل محجوب ،منذ خروجه على المعاش،يظل هكذا إلى أن يحين موعد الصلاة،فينهض من فوره متوجهاً للمسجد ليؤدى الفريضة،ويدعو الله بالستر وحسن الخاتمة،ذات مرة وهو يحتسى قهوته ألق بنظرة على الشارع المزدحم،فهذا بائع العرق سوس لا يمل ولا يكل من الطرق على صيجانه محدثاً صوته المعروف،الذى يعرفه القاصى والدانى،وهذا فرج العجلاتى واضعا إحدى الإطارات فى حوض الماء الصغير،يبحث عن الثقب كى يبدأ بإصلاحه،ونساء ورجال يقفون فى طابور العيش، ضجيج وزحام هناك وهناك،وشباب يلهون غارقون فى لهوهم ،ما أجمل الشباب وما أجمل اللهو!،لا يعرف الشباب معنى الحكمة إلا عندما تشيب الرأس،وربما يندمون على هذا اللهو يوماً ما،قطع شروده آذان العصر،ظل يردد خلف المؤذن وهو الطريق للمسجد ،لماذا كل هولاء لا يلبون النداء،هل الصلاة كتبت فقط على كبار السن حتى يمتلئ بهم المساجد،أم أنهم وحدهم هم المقبلون على الآخرة!
هل يظن هؤلاء أن أمامهم فسحة من الوقت،حتى يؤجلوا أوبتهم،إنى لأشفق عليهم من هذه الغربة التى يعيشون فيها،الدنيا أخذتهم،وشغلتهم عن المعنى الحقيقي لوجودهم على هذه الأرض،لم يأمرهم الله أن يبقوا فى عبادة ليل نهار،بل أمرهم بالحياة وحسهم على السعى والرزق،
فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. ربما يأتي يوم يبكون على هذا التقصير،ويندمون أشد الندم.
فى صباح أحد الأيام شاهد فى القنوات الإخبارية عن وباء قاتل ظهر فى العالم،وأشل حركة الحياة،.وأصاب الناس الرعب والخوف والهلع.
فألزم الناس منازلهم،أغلقت المساجد مع الكنائس،وخلا الشارع من الماره.
عرفنا جميعا معنى قدرة الله.وأننا لسنا سوى لسان يجلد الناس على أفعالهم،وأصاب العلم العجز،وأننا ما أوتينا من العلم إلا قليلا.
الان يسمع الناس الآذان ويردد المؤذن ألا صلوا فى رحالكم
فيبكون على كل لحظة لم يذهبوا فيها لبيت الله.
فى الليلة الأخيرة من شعبان أراد أن يخلد للنوم مبكرا،
نام ودموعه على خده يدعوا الله أن يذهب هذه الغمة،
استيقظ على صوت الآذان فى فجر أول يوم من رمضان انتابه الفرح كأنه يحلم، حينما سمع المؤذن لم يردد ألا صلوا فى رحالكم
أنه يقول حى على الصلاة حى على الفلاح
يا الله ، الله اكبر،حتى أجراس الكنائس تدق بلا توقف
وهرع الناس إلى دور العبادة كأنه يوم الحشر
فقد تعلموا الدرس أن لا ملجأ من الله إلا إليه !

التعليقات مغلقة.